ما يقارب من ربع السنة يذهب سدى لا فائدة منه وهو وقت الإجازة الصيفية، والتي غالبا ما تمتد قبل الإجازة الرسمية بأسبوعين وتنتهي بعدها بأسبوعين على ذمة الإجازة، لتكون الغلة أكثر من ربع السنة على أرض الواقع. في هذه الإجازات التي أصبحت عبئا حقيقيا على مجتمعاتنا المستنزفة بالاستهلاك، تتغير العادات الاجتماعية وتنتكس أنماطنا المعيشية، حيث يزداد السهر ويقل الإنتاج لتتفاعل الأجهزة الحكومية الأخرى مع هذه الأجواء لتصاب أوتوماتيكيا بالاسترخاء مع آخر «صافرة» في المدرسة تضامنا مع طقوس هذه الإجازة. شباب يذرعون الشوارع في مركباتهم طوال الليل وأطفال يسهرون حتى الصباح وبيوت لا تدب فيها الحياة قبل منتصف النهار. كل هذه القوى معطلة وفوق ذلك تزداد النزعة الاستهلاكية التي تكلف مجتمعاتنا ثمنا باهظا غير محسوب «وكله يدفع بالسالب». أبرز ملامح هذه الإجازة هي حفلات الزواج التي أخذت في السنوات الأخيرة منعطفات خطيرة، حيث ترتفع تكاليف الزواج الواحد لأسرة من الطبقة الوسطى إلى ما يقارب مليون ريال، غالبا ما يحتسب العامة قيمة المهر وتكاليف المأدبة، أما التكاليف الاجتماعية (التضامنية) وغير المباشرة فتبدو غائبة كليا عن الحسبان. لو تم احتساب تكاليف الأزياء النسائية الحاضرة وفاتورة المشاغل وتكاليف بعض القادمين من خارج المنطقة وقيمة أوقات الحضور وتكاليف وسائط النقل العامة والخاصة وفاتورة الطاقة (المدعومة) لوجدت كل زواج من هذه الطبقة يكلف المجتمع ما لايقل عن مليون ريال. ليت المسألة تستاهل.. فمناسبات الفرح لا تختلف كثيرا عن مناسبات العزاء. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة