يستطيع أي زائر لأية مدينة في العالم أن يلحظ مدى تطور الخدمات البلدية من أول وهلة وخلال ساعات من دخوله المدينة، لكنه غالبا ما يخرج بتصور دقيق عن درجة تطور هذه الخدمات خلال إقامته القصيرة فيها. الخدمات البلدية لم تعد مبالغ وأرصدة مالية، ولا جيوشا من الموظفين يقبعون خلف مكاتبهم، وإنما هي علم وإدارة وديناميكية، وهو ما نفتقده بشكل أو بآخر في بلدياتنا التي تصلبت شرايينها، ولم تستطع مواكبة الزمن، بعد أن تحولت إلى ترس كبير في مكينة (بيوقراطية) ضخمة وعالية الصوت.. تذكرنا بالمكائن التي كانت تستورد من أوروبا (الشرقية)، حيث حجم المكائن كان كبيرا لمن يتذكر ذلك قياسا بنظيراتها المصنعة في أوروبا (الغربية)، لكنها كانت ضعيفة القدرات وكثيرة الصيانة. الذي يلحظ التغير في بلدياتنا يلاحظ بأنه كثيرا ما ينصب على المسميات (مجمعات بلديات أمانات)، ولا أعرف ما السر من وراء تدوير هذه المسميات إذا لم تتغير معها «الوظيفة العامة» أو يصاحبها تغير مماثل في الجوهر والهياكل التنظيمية، وهو ما جعل هذه الأمانات غير قادرة على ملاحقة المتطلبات الأساسية لهذه المدن، وما جعل الفارق يتراكم على هيئة مشاكل مزمنة تنظيمية وخدمية وبيئية يصعب إيجاد حلول حقيقية لها، إلا بأثمان وتكاليف باهضة. الإشكالية هنا أن المسافة ما تزال تتباعد بين هذه المتطلبات وما يتحقق على أرض الواقع من بنية تحتية وخدمات عامة، وكلها يسجل على الحساب إلى أن تأتي كارثة أخرى فيتم سداد هذه الفواتير دفعة واحدة. الموازنات لا تكفي، لا نختلف على ذلك، لكن الموازنات التي تنفق على البنود الأخرى لا تحقق أغراضها بالشكل ولا بالسرعة المطلوبة. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة