البلديات من أهم القطاعات الخدمية في البلاد وأكثرها التصاقا بحياة الناس اليومية، وفوق ذلك فهي عنوان تقدم الأمم والبلدان. الأمير منصور بن متعب ارتقى إلى منصب الوزير في أكثر الوزارات أهمية وحساسية وهو شخصية إدارية مرموقة تتعامل وفق رؤى إدارية وتطبيقية معاصرة. كان الأمير يمارس تدريس «الإدارة العامة» في جامعة الملك سعود وهاهو اليوم يمارس تطبيقاتها على أرض الواقع في أكثر الوزارات حاجة إلى هذا التخصص. في اعتقادي أن الفترة التي قضاها سموه في الوزارة كانت كافية للاطلاع على واقع الإدارة وطول فترة دوران المعاملات بين البلديات والوزارة. دون شك فالوزارة والبلديات تحتاج إلى أشياء كثيرة، لكن أكثر ما تحتاجه في هذه المرحلة هو تخصص الأمير. اعتمادات الوزارة تبلغ 18 مليار ريال وهي مبالغ قد لا تكفي لمشاريع هذه المدن ومتطلبات البنية الأساسية في مثل هذه المرحلة التي نحتاج فيها إلى إعادة صياغة لمفهوم منهج البناء من جديد وإعادة ترتيب أولوياته بعد الجمود الذي طال الخدمات البلدية الأسياسية منذ ثلاثة عقود وذلك لنقص الاعتمادات، لكن ما نحتاجه في هذه المرحلة هو إعادة تأهيل الإدارة والأنظمة على قدر ما تسمح به الظروف التي تكتنف عملية الخدمة المدنية على وجه العموم. الوزارة دخلت على خط البلديات في جوانب تنفيذية كثيرة وأصبحت (البلديات) تمتلك شخصية باهتة وغير مقنعة وهي تكاتب الوزارة في كل صغيرة وكبيرة. لا أحد يتوقع بأن أمين مدينة كبيرة يرفع خطابا للوزارة في أمر إجرائي هو من صلب اختصاص البلدية، وهو ما جعل الخطابات والمعاملات تتكدس في أروقة الوزارة. البلديات ذاتها تحتاج إلى إعادة ترتيب حيث مظاهر البيوقراطية والفساد الإداري تبدو في أبرز صورها. نعلم يا سمو الأمير أن الإصلاح ليس هينا ولن يأتي بين يوم وليلة، لكن من هو بمثل علمكم ونزاهتكم ووطنيتكم يراد منه الكثير. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة