طالب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بمزيد من الرعاية والتحصين للشباب من تيارات الإرهاب والغلو والتكفير التي نالت كثيرا من بلاد المسلمين وقضت المضاجع وألحقت بالدين مفاهيم وتصورات سيئة، مبينا أن هذا يتطلب المزيد من البرامج لتصحيح صورة الدين ولحماية الأمة من التفجير والتكفير وخيانة الأمانة والقول على الله بغير علم. كما دعا الوزير آل الشيخ إلى التكامل بين الحكومات والمؤسسات والجمعيات الأهلية والخيرية في العمل الدعوي وخصوصا الشباب، ولا مجال للانفراد بالحلول، بحيث إن كل منهما بحاجة إلى الآخر. وقال في كلمته أمس في افتتاح المؤتمر ال 11 للندوة «الشباب والمسؤولية الاجتماعية» في العاصمة الإندونيسية جاكرتا: «لابد من غطاء رسمي للمؤسسات والمنظمات الإسلامية العاملة في الحقل الخيري لتقوم بدورها، وإن متطلبات الزمن الحالي تقتضي أن تكون هناك جسور للتواصل بين الجانبين»، موضحا أن الجمعيات الإسلامية والخيرية في حاجة دائمة إلى تقييم ومراجعة أعمالها وتصحيح الأخطاء التي قد تقع فيها. وبين آل الشيخ أن دعم المملكة للندوة طيلة 40 عاما إيمان بفاعليتها لقيادة الشباب وحركته التي تعزز التضامن الإسلامي، مشيرا إلى أنها قدمت دعما سخيا لكل المنظمات العاملة في المجالين الدعوي والخيري، مؤكدا أن دعم المملكة للمسلمين هو واجب تؤديه وتتفانى فيه لخدمتهم، مقدما شكره وتقديره لقادة المملكة على تلك الأعمال لخدمة الإسلام والمسلمين، كما شكر الحكومة الإندونيسية على استضافتها المؤتمر. وأوضح آل الشيخ أن «الناظر اليوم لأوضاع العالم يجد تحديات كثيرة سياسية واقتصادية ومدنية وحضارية، والتي تتطلب منا مواجهتها وإيجاد الحلول الناجعة لها، ولا ننبهر بالشرق أو الغرب، ولكن لابد أن تكون هذه الحلول منبثقة من أصولنا وثوابتنا وركائز الشريعة»، مشيرا إلى أن التحديات التي تواجه الشباب سواء في التوظيف أو العمل يجب إيجاد حلول لها. وتعرض الوزير إلى موضوع المؤتمر «الشباب والمسؤولية الاجتماعية»، مشيرا إلى ضرورة تحويل الشباب إلى الأعمال الإيجابية والمثمرة والنافعة بعيدا عن النظرة السلبية التي يروجها البعض عن الشباب، مؤكدا على التكامل بين الحكومات والهيئات والمنظمات في هذا المجال، مشيرا إلى أهمية العمل الإسلامي الجاد الذي يرسخ العقيدة الإسلامية سلوكا وعقيدة في نفوس المسلمين، خاصة الشباب. جيل جديد من جانبه، أكد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي أن الندوة والمؤتمر لقيا الرعاية والاهتمام من حكومة خادم الحرمين الشريفين، مشيرا إلى تعاون المسؤولين الإندونيسيين على إقامته، مضيفا أن الندوة أنجزت في دورتها العاشرة العديد من المشروعات والبرامج الموجهة إلى الشباب، وقال: إن الشباب هم مادة الندوة التي من أجلها كانت انطلاقتها عام 1972م برعاية المملكة، مضيفا: «إن الشباب هم عماد الأمم، وأن لا سبيل لنهضتها إلا بسواعد شبابها ذكورا وإناثا ولن يأتي ذلك إلا من خلال العناية بالشباب وتهيئتهم ليكونوا لبنات صالحة في بناء الأمم والمجتمعات، وهذا بدوره لن يتأتى إلا من خلال عمل مؤسسي راشد يتسم بالتخطيط وتوظيف الطاقات ووضع الخطط المبنية على أسس علمية بعيدا عن الفردية والعشوائية»، موضحا أن الندوة والشباب هما طرف المعادلة، ومن هنا جاءت الرؤية التي وضعتها الندوة «منظمة رائدة لشباب مميز»، مشيرا إلى أهمية إيجاد جيل جديد من الشباب المميز بأخلاقه وسلوكه وعلمه «إن أبرز سمات الجيل المنشود تتجسد فيه القيم الإسلامية السامية التي تدعو للرحمة والرفق والإحسان واحترام الحياة، شباب يتسم بالوسطية والاعتدال». مواجهة التحديات أما الرئيس العام للجمعية الشرعية في مصر الدكتور محمد المختار المهدي فأكد أن الندوة العالمية للشباب جمعت شمل المسلمين في هذا المؤتمر، مؤكدا أن شعار الشباب والمسؤولية الاجتماعية هو اختيار حصيف وفقت الندوة في اختياره موضوعا للمؤتمر، حيث إن المسؤولية لم تعد في العصر الحاضر مقتصرة على الحكومات، بل هي عملية متشابكة تقتضي إسهام كل فئات المجتمع ومؤسساته للنهوض بها، ومن ذلك مؤسسات المجتمع المدني. وأكد وزير الشؤون الدينية الإندونيسي على الدور الذي يقوم به الشباب في مواجهة التحديات المختلفة، كما حذر من الأخطار المحيطة بالشباب سواء كانت فكرية أو عقدية، خاصة أن هناك الكثير من المتربصين بشباب الأمة، وهناك بعض الأطراف يلصقون الاتهامات بالإسلام والمسلمين، داعيا إلى نشر الإسلام والمحبة والأمن ومواجهة الغلو والتطرف والانحلال. المؤتمر الصحافي من جانب آخر، ثمن الدكتور صالح الوهيبي في مؤتمر صحافي في فندق السلطان البارحة الأولى، دور المملكة في دعم الندوة ونشاطاتها وبرامجها الإغاثية والتنموية والدعوية، مؤكدا على أهلية الندوة واستقلاليتها في أداء دورها وتنفيذ برامجها، ونفى تدخلها في أي نشاط سياسي، موضحا أن دورها إغاثي دعوي تنموي «نحن منظمة تطوعية إنسانية، تعمل في محيط الشباب، وهي منظمة سعودية المنشأ عالمية الهدف، تتمتع بعضوية في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأممالمتحدة». وأشار الوهيبي إلى أن قادة العمل الشبابي الطلابي على مستوى العالم يجتمعون في المؤتمر لمناقشة قضايا الشباب على طاولة واحدة، ودورهم في خدمة المجتمع، وتفعيل مشاركتهم في المسؤولية الاجتماعية، معللا أن اختيار «الشباب والمسؤولية الاجتماعية» موضوعا للمؤتمر كونه لأهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في نهضة الدول، مبينا إلى أنه تم تشكيل لجنة لإعداد مسودة التوصيات الخاصة في المؤتمر، تقوم بجمع الاقتراحات من المشاركين وتلخيص توصيات الحضور، خاصة أن توصيات مؤتمرات الندوة العالمية تحال إلى الحكومات والجهات المعنية بشؤون الشباب لتبنيها.