أوضح الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي أن سبب اختيار أندونيسيا مكاناً لعقد المؤتمر الحادي عشر للندوة لأنها أكبر دولة إسلامية من حيث العدد السكاني (240 مليون نسمة) وأنها من أهم المناطق الناهضة في مجموعة الأسيان، ووصفها ب"قلعة من قلاع الإسلام الكبرى" سواء من الناحية التاريخية أو الواقع الحالي. وقال الوهيبي في المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام في فندق "السلطان" بالعاصمة الأندونيسية "جاكرتا" أمس "إن قادة العمل الشبابي الطلابي على مستوى العالم يجتمعون في المؤتمر لمناقشة قضايا الشباب على طاولة واحدة ودورهم في خدمة المجتمع وتفعيل مشاركتهم في المسؤولية الاجتماعية"، وثمن دور المملكة العربية السعودية في دعم الندوة العالمية ونشاطاتها وبرامجها الإغاثية والتنموية والدعوية، كما وجه الشكر إلى أندونيسيا حكومة وشعباً لاستضافتهم المؤتمر. وقال ان فعاليات المؤتمر العالمي الحادي عشر للندوة العالمية للشباب الإسلامي ستنطلق اليوم (السبت) بحضور 700 شخصية دعوية وفكرية وشبابية يمثلون 70 دولة ليناقشوا دور الشباب في المسؤولية الاجتماعية، عبر خمسة محاور وواحد وخمسين بحثاً، إضافة إلى فعاليات أخرى ستتم على هامش المؤتمر منها ثلاث ندوات لكبار العلماء ومحاضرتان إضافة الى اجتماع الجمعية العمومية برئاسة وزير الشؤون الإسلامية رئيس الندوة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ لانتخاب الأمين العام ومجلس الأمناء ووضع تصور للدورة الحادية عشرة.وعلل الوهيبي سبب اختيار موضوع الشباب والمسؤولية الاجتماعية، موضوعاً للمؤتمر كونه موضوع العصر، ولأهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في نهضة الدول، ولفت إلى أن بعض الحكومات في النظم الشيوعية كانت تقوم بكل شيء ولا يوجد للمجتمع دور في نهضة البلاد، وأن هذا الوضع تغير، مؤكداً أن للمجتمع مسؤوليات سيسعى المؤتمر إلى تلمسها. قال: "لكل مؤتمر موضوع خاص به، وتختار الأمانة العامة أهم موضوع مطروح في هذا الوقت ويكون مهماً بالنسبة للشباب" وأوضح أنه كان هناك خمسة موضوعات مطروحة لاختيار واحد منها، لكن الأغلبية أجمعت على أهمية موضوع المسؤولية الاجتماعية. وأضاف الوهيبي: "تم تشكيل لجنة لإعداد مسودة التوصيات الخاصة بالمؤتمر تقوم بجمع الاقتراحات من المشاركين وتلخيص توصيات الحضور"، مشيرا إلى أن الندوة تسعى إلى تفعيل عضوية المؤسسات والجمعيات الشبابية الأخرى ضمن عضويتها، مشدداً على أن للندوة شروطا شديدة للانضمام لعضويتها، منها أن تكون جمعيات حقيقية ومشهرة قانوناً ويكون لها هيكل إداري مستقل. وأكد الوهيبي على أهلية الندوة واستقلاليتها في أداء دورها وتنفيذ برامجها، ونفى تدخلها في أي نشاط سياسي، وقال: "دورنا إغاثي دعوي تنموي، فنحن منظمة تطوعية إنسانية، تعمل في محيط الشباب والندوة سعودية المنشأ عالمية الهدف، وتتمتع بعضوية في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة". ولفت إلى أهمية التوصيات، قائلاً: "الندوة العالمية للشباب الإسلامي نشأت، بناء على توصية في مؤتمر طلابي شبابي عالمي، في عهد الملك فيصل رحمه الله"، وأوضح أن توصيات مؤتمراتها العالمية تحال إلى الحكومات والجهات المعنية بشؤون الشباب لتبنيها.وركز الوهيبي على ضرورة الاهتمام بشريحة الشباب بصفتها تمثل الأغلبية في المجتمعات الإسلامي "ففي السعودية وأندونيسيا يمثل الشباب أكثر من 60 في المئة من سكانها"، لافتاً إلى أن التطرف والغلو والمخدرات والجريمة المنظمة والانحلال مشاكل مشتركة تواجه كافة الدول، ولا بد من التكاتف لإيجاد حلول لها. وقال الوهيبي ان للندوة نشاطا ملموسا في اندونيسيا والدول المجاورة لها حيث يتم تنفيذ برامج تدريبية وتأهيلية للشباب, إضافة إلى أعمالها الإغاثية والدعوية, لافتا إلى أن مكتب الندوة الإقليمي في جاكرتا يشرف على مكاتبها ونشاطاتها بجنوب شرق آسيا.