هناك بعض المواقف التي لا تمتلك أمامها إلا الوقوف على ناصيتها متأملا ومتألما في الوقت ذاته، ومنبع هذا التأثر يعود إلى حالة صدمة الزمان والمكان وتحديدا عندما نرى من يتذيل القائمة مر علينا ملقيا السلام وخلفنا وراءه. من فترة طويلة ونحن نناشد رجال الأعمال والتجار أن يلتفتوا إلى هذه الأرض التي احتضنتهم ووفرت لهم الأجواء المثالية لممارسة نشاطهم الاستثماري، وألا يكون مبدأ «الأخذ» هو المسيطر على عقلياتهم الاستثمارية بمقدار ما يكون «العطاء» ندا للكسب والأخذ، إلا أن حالة التجاهل لم تزل تسيطر على السواد الأعظم من رجال الأعمال، ودليل ذلك الأروقة الخالية على هامش الملتقى العربي للمسؤولية الاجتماعية الذي عقد في مدينة الرياض هذا الأسبوع، والذي كان ملتقى مختصرا مختزلا على فرضية أن رجال الأعمال لا وقت لديهم لتكون الإجابة: عدم حضور «هامور» واحد لجلسة من تلك الجلسات التي تناقش هما حضاريا رفيع المستوى، ولم يحضر من تجارنا سوى بعض أعضاء مجلس المسؤولية الاجتماعية، ثم نتساءل بعد ذلك عن القيمة الفعلية لعطاء التجار؟. دعوني أوضح حقيقة هنا وفقا للدراسات الإحصائية: مع نهاية عام 1427 بلغ عدد المنشآت الخاصة المسجلة في نظام التأمينات الاجتماعية 136874 منشأة تمثل 99 في المائة من إجمالي المنشآت الخاصة في البلد، وأمام هذا الرقم المتنامي عاما بعد عام، نطرح السؤال البريء عن ما قدمته تلك القطاعات عملا بمبدأ المسؤولية الاجتماعية الذي ينص على كونه التزاما أخلاقيا وحقيقيا من أصحاب النشاطات التجارية للإسهام في التنمية المستدامة عبر العمل مع المجتمع المحلي الذي هو أنا وأنتم لتحسين مستوى معيشة الناس.. وأقولها صدقا غير حانث: «أفلقوني» إن رأينا شيئا من هذا. التاجر همه كم يحصد، وهذا حق مشروع لكن لا يستمد مشروعيته من أن يكون المال دولة بين الأغنياء فقط وعلى المجتمع السلام، أو يكتفي بجانب الصدقة التي لا ترتبط بأي شكل من الأشكال بالمسؤولية الاجتماعية، فنحن لا نريد مالا بمقدار ما نريد أن ينفق ذلك المال في مشروع مستدام يبني الإنسان، ولهم في بيل غيتس أسوة عندما جمع 40 من رفاقه الهوامير وأقنعهم بالتبرع بنصف ثرواتهم دعما لمشاريع التنمية المستدامة، وأنا لا أقول لتجارنا انفقوا نصف ثرواتكم وإنما نريد عشر عشرها. تخيلوا ياسادة أن تسبقنا الهند وتايلند وجنوب أفريقيا وهي المصنفة بالدول تحت خط الفقر والناشئة اقتصاديا، إلا أنها غادرتنا بسنوات ضوئية في واقع عطاء التجار ومشاركتهم في المسؤولية الاجتماعية، وهواميرنا يغطون في سبات عميق يتندرون بمربع: أبشر بطول سلامة!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة