بوافر من مشاعر الحب والتقدير يرفع أهالي الباحة عبارات الترحيب لأميرهم الجديد صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز الذي يباشر عمله اليوم أميرا لمنطقة الباحة، ويتطلعون أن يكون مقدم الأمير خيرا لهم لتحقيق أمنياتهم وتطلعاتهم فيما يخص توفير وتطوير الخدمات والمشاريع على كافة الصعد. وسيكون في استقبال أمير الباحة اليوم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود وكيل الإمارة والمسؤولون في القطاعات الحكومية ومشايخ القبائل، وأعدت الإمارة حفلا خطابيا بالمناسبة، فيما يقيم الأهالي حفلا ترحيبيا بأمير المنطقة الجديد مساء الثلاثاء المقبل في مدينة الملك سعود الرياضية. وأكد الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز وكيل إمارة منطقة الباحة أن الثقة الملكية بتعيين الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أميرا للمنطقة هي محل ثناء وتقدير جميع أهالي الباحة بما عرف عن سموه من صفات حميدة وبعد نظر وعطاء لا ينضب، إضافة لما يتميز به من خبرات إدارية تمكنه من دفع عجلة العمل التنموي في شتى محافظات المنطقة وبما يحق آمال وتطلعات الأهالي، مؤكدا أنه خير خلف لخير سلف. يمثل مشروع المياه الهاجس الأكبر الذي يؤرق أهالي الباحة في ظل عدم وجود مصدر للمياه المحلاة غير الآبار وبعض ما تجود به محطة الشعيبة، ويطمح الأهالي إلى أن يقوم أميرهم الجديد بالعمل مع الجهات المعنية على إنشاء محطة لتحلية المياه إلى منطقتهم ورفع معاناتهم مع البحث عن قطرة ماء في مواقع الصهاريج والأشياب خصوصا أنه لم يعد من الممكن الاعتماد على الآبار كمصدر وحيد للمياه مع تراجع كميات الأمطار التي تهطل على المنطقة وعدم القدرة على التنبؤ بموعد هطولها. والباحة التي يمثل فيها الشباب نسبة كبيرة من عدد السكان، بحاجة إلى مشاريع موجهة لفئة الشباب يفرغون من خلالها طاقاتهم ويشغلون فراغهم، لمواكبة الاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين بالشباب في جميع المناطق، ويطالب الأهالي بإنشاء المدن الرياضية والنوادي الاجتماعية والمراكز الترفيهية التي يقضي الشباب وقتهم فيها لممارسة الألعاب الرياضية المختلفة. محطة تحلية خاصة يؤكد أهالي الباحة أن منطقتهم تعاني ومنذ أكثر من عشرة أعوام من قلة هطول الأمطار وجفاف السدود والآبار، حتى أن الكثير من المزارعين تخلوا عن أراضيهم لعدم وجود ما يسقون به محاصيلهم، ويطالبون وزارة المياه والكهرباء بإنشاء محطة تحلية خاصة بالمنطقة أو رفع نصيب الباحة من المياه التي تضخها محطة الشعيبة، لأن ما يضخ حاليا لا يفي بحاجة ربع السكان. ويرى عبدالله الزهراني (من سكان الباحة) أن الجهود التي تبذلها مديرية المياه في الباحة لتوفير مصادر متعددة للمياه ليست كافية، خصوصا أنها تعتمد على كمية الأمطار المتساقطة، مؤكدا أن وزارة المياه تدرك تماما حاجة الأهالي إلى وجود محطة لتحلية المياه في الباحة وما يحدث في المنطقة من أزمات متتالية تصل ذروتها في فصل الصيف، ومع ذلك ليس هناك أي تحرك جاد من الوزارة لاحتواء هذه المشكلة، ويؤكد الزهراني أن حاجة المنطقة لمحطة تحلية خاصة، يتزامن مع هجرة الأهالي العكسية والجامعة وكون الباحة منطقة سياحية، وهو ما يؤكد أن الحاجة للمياه أصبحت أكثر من أي وقت مضى. جفاف الآبار ويقول ناصر مساعد العامري أن معظم آبار المنطقة أصابها الجفاف وماتت المحاصيل فيها واختفت المسطحات الخضراء وأصبحت كالهشيم، ولم يعد منظرها يسر الناظرين بعد أن كانت تمثل لوحة الباحة الأكثر جمالا، ويرى أن الحل الأمثل لذلك إنشاء محطة مياه يستخدمها الأهالي والاحتفاظ بمياه الآبار لإعادة إحياء المزارع والارتقاء بالإنتاج الزراعي في المنطقة. ويلفت عبدالله الغامدي إلى أن فترة الصيف في الباحة هي أصعب الأوقات التي يعاني فيها الأهالي من أزمة المياه مع توافد الزوار والمصطافين، فمخزون السدود والآبار من المياه لا يفي بحاجة المنطقة وساكنيها، لذلك تنشب السوق السوداء للمياه في هذه الفترة ويصل معها سعر صهريج الماء إلى ما يزيد عن 500 ريال. ويضيف أن هذه المشكلة تتكرر في كل صيف منذ عشرة أعوام تقريبا، «وكنا نمني أنفسنا خلال زيارة وزير المياه للمنطقة قبل موسم الصيف أن يأتي لنا ببشارة مبهجة لكنه لم يفعل، ولا زال يكرر نفس عباراته السابقة حول كثرة مصادر المياه في الباحة وأنها مطمئنة، غير أن الواقع يؤكد أن مياه الأمطار أصبحت شحيحة ومعاناة الأهالي مع الماء في ازدياد». معاناة قرى بلشهم ويشرح محمد سليمان معاناة قرى بالشهم جنوب بلجرشي مع المياه بقوله إن هذا الجزء من المنطقة لا يوجد به أشياب توفر المياه وقراهم غير مخدومة بشبكة أرضية كما هو الحال في بعض محافظات وقرى المنطقة، ويصف الوضع الذي يعيشه الأهالي ب«المرير الذي يصعب وصفه بالكلمات مهما بلغت من فصاحتها»، ويؤكد أن الأهالي يجلبون المياه إلى منازلهم عن طريق الوايتات من مناهل بلجرشي وبعد طول انتظار يصل إلى أكثر من أسبوعين، وهناك من يضطر إلى شراء الماء من السوق السوداء بمبالغ كبيرة رغم تواضع مداخيلهم ومستواهم المعيشي. ورغم كل ذلك -والحديث لسليمان- فأهالي قرى بالشهم يشككون أحيانا في صحة وسلامة تلك المياه وخلوها من الجراثيم، فهي تجلب من آبار بعيدة عن الرقابة والمتابعة، ويطالب باسم الأهالي مديرية المياه في المنطقة بإيصال الشبكة الأرضية إلى منازلهم وإنشاء مناهل خاصة بقرى بالشهم تخفف الضغط على مناهل بلجرشي وتقلل فترة الانتظار الطويلة. مدن رياضية ومراكز ترفيه أما أبناء وشباب منطقة الباحة فيتطلعون إلى تدخل أمير المنطقة الجديد للتوجيه بإنشاء المدن الرياضية المكتملة في منطقتهم أسوة بالمناطق الأخرى، بالإضافة إلى إنشاء المراكز الترفيهية التي تكاد تكون معدومة وليس لها أي وجود، ويرى الشاب محمد العجرفي أن المدينةالرياضية الوحيدة في طريق العقيق لم تعد تلبي احتياجات الشباب بشكل عام وهي محصورة في فئة معينة لبعدها عن بعض المحافظات حيث تصل المسافة بينها وبين بعض القرى نحو 50 كم، ويؤكد أن الغالبية العظمى من أبناء الباحة لم يزر هذه المدينة ولم يستفد منها طيلة حياته، فيما الأندية الرياضية الثلاثة في المنطقة تفتقر إلى مقرات مهيأة وتعتمد على الملاعب الترابية وبعض الصالات المغلقة وغير المكتملة، وهو ما أدى إلى عزوف شباب المنطقة عن الذهاب إليها أو الاشتراك فيها. ويقول الشاب وليد عارف إن نقص المراكز الرياضية والترفيهية يجعل الغالبية العظمى من الشباب يقضون أوقاتهم في لعب الورق والتسامر على الأرصفة، وما قد ينتج عن ذلك من ممارسات سلبية تخدش الذوق العام، ويعتقد رياض حتاتة أن البلدية مقصرة في تهيئة الأراضي للشباب لممارسة كرة القدم، حيث يعتمد الشباب على أنفسهم في إنشاء ملاعبهم وبجهود ذاتية مكلفة، ناهيك عن غياب الأندية الاجتماعية في المحافظات والقرى واقتصار تلك الأندية على المحاضرات والندوات التي لا تتماشى مع ميول الشباب، ويطالب لجان التنمية الاجتماعية بإعداد برامج خاصة تناسب ذوق الشباب وتخاطب عقولهم. الأندية الأدبية وبدوره يعرض عمر عبدالله معاناة شباب المنطقة في ظل عدم وجود مقار للأندية الأدبية في المحافظات، بما يتماشى مع اهتماماتهم في إقامة الأمسيات الشعرية والمسابقات الثقافية، وكذلك ضعف دور جمعية الثقافة والفنون في جذب الشباب وتقديم ما يناسبهم من عروض مسرحية، إلى جانب تنمية قدراتهم واكتشاف مواهبهم في جميع المحافظات، فيما يحمل علي الزهراني رجال الأعمال مسؤولية افتقار المنطقة للأندية والساحات الرياضية التي يمكن من خلالها ممارسة الرياضات المختلفة، ويعول مع شباب المنطقة على توجيهات أميرها الجديد لإلزام القطاع الخاص للمساهمة في توفير المراكز الرياضية والترفيهية التي تعمل وفق الأنظمة واللوائح وتحت متابعة الجهات ذات العلاقة. * السيرة الذاتية للأمير مشاري بن سعود - أحد أنجال الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله. - ولد في الرياض في 8/4/1374ه الموافق 3/12/1954م. - تلقى تعليمه الابتدائي في معهد أنجال جلالة الملك سعود بالرياض. تلقى تعليمه المتوسط والثانوي في معهد العاصمة النموذجي في الرياض وتخرج منه في العام 1391ه. - تلقى تعليمه الجامعي في قسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض وتخرج منها عام 1975م الموافق 1395ه. - ابتعث إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لدارسة اللغة الإنجليزية. - عاد إلى المملكة لإعداد رسالة الماجستير في قسم التاريخ جامعة الملك سعود ونوقشت رسالته وأجيزت في 1980م، 1400ه. - عين وكيلا للحرس الوطني في المنطقة الشرقية عام 1983م- 1403ه. صدر أمر ملكي بتاريخ 18/9/1431ه بتعيينه أميرا لمنطقة الباحة. - - مواطنون في منطقة الباحة يتحدثون للزميل علي صمان. - شباب الباحة يبحثون عن أندية رياضية تحتوي هوياتهم وتصقلها. -