بات شبح الآبار المكشوفة في منطقة الباحة يهدد المارة والمواطنين من حولها لسنوات طوال، بعد أن أذاق الكثيرين من الأهالي مرارة فقدان ذويهم في غيابات تلك الآبار، بعد أن ابتلعتهم دون سابق إنذار ليستمر بعدها البحث هنا وهناك، وبعد رحلة شاقة من العناء وإعتصار الألم على مفقوديهم ليتفاجأوا بكارثة السقوط في آبار مكشوفة. ولا زالت قصص أولئك الذين ذهبوا ضحية الآبار المكشوفة في منطقة الباحة عالقة في أذهان أقربائهم وذويهم ومجتمعهم، إذ يوجد حوالى 2373 بئرا مكشوفة تشكل هاجسا لأهالي المنطقة وتعيد لهم المآسي. من جانبه أوضح الرائد جمعان دايس الغامدي الناطق الإعلامي بمديرية بمنطقة الباحة أن هناك خطوات هامة جدا وقرارات صدرت عن اللجنة الرئيسية للدفاع المدني برئاسة سمو أمير منطقة الباحة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبد العزيز للجنة الرئيسية عن مخاطر الآبار المكشوفة بالمنطقة. وتكليف أصحاب الآبار بالتصرف في الآبار المهجورة أو المتروكة بالردم أو الاستفادة منها، وإبلاغ المحافظين ورؤساء المراكز بتكليف عرفاء القرى بالإبلاغ عن الآبار المكشوفة وأخذ التعهد على أصحاب تلك الآبار كل في حدود قريته والإرشاد عن أسماء مالكي البئر الواحدة. أيضا توجيه الجهات المعنية بتكليف أصحاب الآبار المكشوفة والتي تشكل خطورة بتسويرها وتغطيتها حسب الملاحظات المطلوبة. تساؤلات والأهالي يتساءلون هل ستبقى هذه الآبار شبحا يهدد المارة؟ هل ستبقى غولاً يقضي على البعيد والقريب والصديق والغريب؟ هل هناك وسيلة يجب اتخاذها لحماية الناس من هذه الآبار؟ أسئلة كثيرة طرحها عدد من أهالي منطقة الباحة. وترصد (المدينة) بالكلمة والصورة المآسي التي تعرض لها بعض من اغتالتهم تلك الآبار المكشوفة، ويذكر أننا تناولنا هذه القضية قبل أكثر من ثلاث سنوات ولازالت قائمة. غرق والدته ويروي المواطن محمد الغامدي، قصة غرق والدته في بئر مكشوفة بأحد أودية بلجرشي، كما أن قصة الطفل عبدالرحيم الغامدي من بني ظبيان والذي فقد في إحدى الآبار المكشوفة يحكيها الأجيال جيلا بعد جيل. مأساة بلجرشي وأوضح المواطن سالم الغامدي من أهالي بلجرشي أن الآبار المكشوفة خطر كبير يداهم الجميع خصوصا بعد موسم الأمطار التي هطلت على المنطقة، إذ أصبح العديد منها ممتلئا بالمياه والجميع ليس في مأمن منها، ويضيف: لا زلت أتذكر صورة تلك المرأة، ورجال الدفاع المدني والمواطنون يخرجونها من البئر بعد أن أصبحت جثة هامدة، والسؤال هنا هل لو كانت البئر مغطاة من جميع الجوانب هل ستسقط المرأة فيها؟ . مأساة بني ظبيان ويؤكد المواطن محمد الغامدي أن مأساة بلجرشي لا تقل عن مأساة بني ظبيان والتي حدثت قبل سنين عديدة ولا زالت عالقة في الآذهان عندما سقط الطفل عبدالرحيم في إحدى الآبار المكشوفة وهو يحاول أن يصطاد عصفورا فسقط في بئر مهجورة وقضى نحبه فيها، لا زلنا نذكرها جيدا، ونطالب الجهات ذات العلاقة أن تسعى جاهدة لتغطية هذه الآبار إما بردمها نهائيا أو عمل سور إسمنتي عليها كي لا يسقط فيها أحد. وبين مدير الدفاع المدني بالمنطقة العميد إبراهيم بن حسين الزهراني أن دور الدفاع المدني يتمثل في المتابعة المستمرة لمثل هذه المواقع والرفع للجهات ذات العلاقة حسب التوصيات التي صدرت من سمو أمير المنطقة مؤخراً ، كما أن هناك مجموعة من النشرات التوعوية والعبارات التوعوية تقوم بها إدارة العلاقات والإعلام في المنطقة وشعب العلاقات العامة في المحافظات، بهدف توعية المواطنين والمقيمين بخطورة تلك الآبار وحثهم على تسويرها وردم ما هو غير مستفاد منه حفاظاً على أرواحهم وأرواح ذويهم من كبار السن وتوعية صغار السن بخطورة تلك المواقع، كما أن إحصائية الحوادث خلال السنتين الماضية كانت ثلاث حالات غرق في الآبار حالتين منها في محافظة بلجرشي وحالة واحدة في مدينة الباحة.