بالتأكيد لكل منا خيالاته تذهب به بعيدا إما بسبب مؤثرات داخلية «حالاته النفسية» أو لأسباب خارجية كما يحدث عادة حين تشاهد صورة ما أو خبرا ما، وهذا ما حدث لي وأنا أقرأ التقرير المنشور بجريدة عكاظ يوم الأربعاء الماضي، والمعنون ب «هيئة الأمر توافق على ضوابط إنشاد طيور الجنة». التقرير يتحدث عن الإجراءات الاحترازية المشددة من أجل إقامة «كرنفال» مهرجان «طيور الجنة» احتفالا بالعيد، فقد حددت هيئة الأمر بالمعروف ومجلس التنمية السياحي منع المؤثرات الصوتية، ودخول كاميرات التصوير أو التصوير بالجوالات، ووضع حاجز أسمنتي بين مدرجات الذكور والإناث، بالإضافة لفرقة ميدانية من الهيئة للرجال وأخرى محتسبات تابعات للهيئة لمراقبة الذكور والإناث، وخلو «كرنفال» طيور الجنة من المؤثرات الصوتية، والتعامل بكل حزم مع أي أمر يخالف هذه الخطة الأمنية . عند جملة «حاجز أسمنتي بين مدرجات الذكور والإناث»، دفعتني خيالاتي لعمل مقارنة وطرح الأسئلة بين هذا الحاجز وحاجز آخر؟ تجاهلت السؤال لأن خيالاتي أخذتني للتصوير والتقاط الصور، والتي عادة يقوم فيها السائح لتسجيل الأماكن أو الأحداث التي أثرت بداخله الفرح، فيستعيدها إذ يعود للصور كما يفعل الإنسان في كل العالم. تخيلت أن هذا «الكرنفال» أقيم باليابان «هذا الشعب الذي لدي اعتقاد أن كل ياباني لديه كاميرا»، بالتأكيد لن ينجح «كرنفال طيور الجنة» لأن لا أحد سيحضره طالما لا أحد سيسجل تلك اللحظات في تاريخه الشخصي . المدهش أن خيالاتي لم تدفعني لتخيل «الكرنفال» وجماله، ربما لغياب المؤثرات الصوتية، قد يعتقد البعض أن هذه أمور تافهة وعلينا ألا نتوقف أمامها، وهذا غير صحيح، لأنه لا يمكن لك إمساك لحظة جمال ما بدون المؤثرات الصوتية. فأنت ستفقد جزءا كبيرا من الجمال إن كنت في جزيرة مليئة بالأشجار والطيور، ولأسباب خارجة عن إرادتك تم منع العصافير والهواء الذي يدندن على أوراق الشجر، مع مشاركة صديقه البحر الذي يرسل أمواجه كأصابع عازف بيانو بارع. عند كلمة «الجمال» طرح خيالي سؤالا مفصليا: هل ثمة مأزق بيننا وبين الجمال؟ S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة