الحرب مع الإرهاب اليوم هي حرب معلومات بالدرجة الأولى، فمواجهة التنظيمات السرية والتصدي لمخططاتها وإحباط عملياتها يعتمد على توفر المعلومات وتبادلها، خاصة بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية للدول التي تخوض معركتها ضد عدو إرهابي مشترك كتنظيم القاعدة مثلا! واليمن اليوم يخوض معركة مكشوفة ومفتوحة ضد تنظيم القاعدة الذي جعل من أرضها قاعدة له ينطلق منها لتنظيم صفوفه وتجنيد أتباعه وتمويل نشاطاته وتخطيط عملياته ضد المملكة وغيرها من الدول التي يستهدفها تنظيم القاعدة! وهي معركة وإن اتخذت الأرض اليمنية ساحة لها إلا أن جبهتها تمتد لتصل إلى جميع الأطراف المستهدفة من تنظيم القاعدة في أي مكان في العالم، وبالتالي فهي معركة لا تخص اليمنيين وحدهم! وإذا كان المجتمع الدولي الذي اكتوى بنيران الإرهاب يتحمل مسؤولية تقديم الدعم لليمن في مواجهة تنظيم القاعدة حتى لا تتحول اليمن إلى قاعدة بديلة للتنظيم الإرهابي عن أفغانستان، فإن اليمنيين يتحملون مسؤولية مشاركة حلفائهم المعلومات الأمنية والاستخباراتية التي تعزز فرص مواجهة التنظيم الإرهابي وإحباط مخططاته التي وإن انطلقت من اليمن فإنها لا تستهدفه وحده! فاليمنيون لا يقبلون أن تكون بلادهم الحديقة الخلفية للإرهاب الذي يستهدف جيرانهم، ويدركون جيدا أن التعاون الأمني بينهم وبين المملكة وهو قائم بلا شك يستدعي سرعة تزويد المملكة بالمعلومات عن المطلوبين المتمترسين هناك وذلك أحد أهم عناصر المواجهة المشتركة للعدو المشترك!. [email protected]