تكافح جمعيات خيرية وشخصيات اجتماعية لجسر الهوة الفاصلة بين جناحين من أجنحة المجتمع السعودي. فتيات عازبات وشبان عازبون يبحثون عن سبيل لتحقيق أحلامهم المشروعة في حياة زوجية مستقرة، لكن مصاعب كثيرة حالت بينهم وبين هذه الأحلام، ما أدى إلى بروز ظواهر لم يعتدها المجتمع سابقا، كتأخر سن الزواج عند الشبان وعنوسة الفتيات. ويعد نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والرعاية الأسرية في مكةالمكرمة مرعي بن مبارك بن محفوظ، أحد الشخصيات التي حملت على عاتقها مسؤولية جسر الهوة، والمساعدة في تكوين أسر مستقرة، وقوية بما يكفي لجعل كل واحدة منها نواة صلبة في مجتمع صحي ومزدهر. ويعترف بن محفوظ في حوار مع «عكاظ» أن كثرا من الفتيات والشبان في مجتمعنا يواجهون تحديات كبيرة تحول دون تحقيق أحلامهم في الزواج. لكنه أكد في المقابل أن هؤلاء الشباب جاهزون للإقبال بقوة على تحمل مسؤولية بناء حياة أسرية، فيما لو تيسرت لهم الإمكانات والدعم والمساندة، وخففت الأعباء الثقيلة عنهم. وعد متطلبات الحياة والأعباء التي تثقل كاهل الشبان، العادات والتقاليد الخاطئة، والاشتراطات المبالغ فيها من أولياء الأمور، معوقات تحول دون إقدام الكثير من الشبان على الزواج، نتيجة عجزهم عن تلبية جميع تلك المتطلبات والاشتراطات المفروضة عليهم وتقيد طموحاتهم، بل إنها قد تتسبب في تردد البعض منهم في مجرد التفكير في الزواج. وعن الدور الذي تؤديه الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج في تجاوز تلك التحديات والصعوبات، أوضح بن محفوظ أن دور الجمعية يتمثل في تذليل جميع العقبات والحواجز التي تحول دون تحقيق الشباب من الجنسين حقهم المشروع في تكوين أسرة، إضافة إلى دعمهم وتأهيلهم ليكونوا قادرين على عيش حياة أسرية مستقرة. وفي هذا السياق، أوضح بن محفوظ أن الجمعية سعت منذ تأسيسها إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الرامية إلى استقرار وسعادة الأسرة والمجتمع، في مقدمها مساعدة الشباب ماديا ومعنويا، الإسهام في استقرار البيت المسلم، القضاء على ظاهرة العنوسة، إلى جانب تقديم الاستشارات الأسرية والدورية والتأهيلية للمقبلين على الزواج، إضافة دلالة الراغبين والراغبات في الزواج. واستعرض نائب رئيس الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج عينات من المساعدات العينية التي تقدمها الجمعية للراغبين في الانتقال من حياة العزوبية إلى مسؤولية رعاية أسرة، ومنها تقديم الأثاث المنزلي والأجهزة الكهربائية، الليالي المجانية في قصور الأفراح والاستراحات، التخفيضات في المحال التجارة، وإعارة المشالح وفساتين الأفراح لهم، والمساعدة في التوفيق بين الشبان والفتيات الباحثات عن شريك العمر. وحرص بن محفوظ على الحديث إلى شكل آخر من الدعم الذي تقدمه الجمعية للمقبلين على الزواج، وهو الجانب المعنوي، باعتباره واحدا من أهم الأهداف التي تأسست من أجل تحقيقها، إذ بادرت إدارتها إلى تقديم برامج أخرى تشمل تنظيم دورات تأهيلية، وإعداد برامج للاستشارات الأسرية وحل الخلافات الزوجية عن طريق اختصاصيين تربويين ونفسيين، وطباعة الكتيبات والمطويات المتخصصة في شؤون الأسرة وتثقيفها. وأشار إلى أن خدمات الدعم التي تقدمها جمعية مساعدة الشباب على الزواج تندرج تحت مفهوم الرعاية الأسرية التي توليها الجمعية الاهتمام الأكبر، وقال: «نسعى من خلال تقديم هذه البرامج إلى تحقيق السعادة والاستقرار للأسرة والمجتمع». وحول انتشار ظاهرة احتفالات الزواج الجماعي التي شهدتها مناطق المملكة خلال السنوات الأخيرة، وتقويمه للنتائج التي حققتها، قال بن محفوظ: «إن مثل هذه المناسبات التي تخدم فتياتنا وشباننا لابد لها أن تحقق النجاح، فهي ذات أهداف سامية ونبيلة»، مستشهدا على نجاح هذا النهج في الإقبال المتزايد من الشباب على المشاركة فيها. واستطرد: «نحتفل هذه الأيام بزفاف 200 فتاة وشاب ستقدم لهم الجمعية العديد من المساعدات النقدية والعينية وهدايا أخرى، ونسعى من وراء تقديمها إلى تخفيف الأعباء على شبابنا وتسهيل دخولهم عش الزوجية، ونتمنى أن نحتفل بأعداد أكبر في الأعوام المقبلة، بعد ما لمسناه من رغبة الكثيرين في المشاركة، ما يدل على أن هذه المناسبات تحقق الأهداف التي تسعى إليها الجمعية»، منوها في الوقت ذاته إلى الدعم الذي تلقاه الجمعية من ولاة الأمر وتعاون أهل الخير والمحسنين الذي ساعد الجمعية في تحقيق أهدافها. ووجه بن محفوظ رسائل عدة إلى الشبان المقبلين على الزواج وإلى المجتمع، موصيا الشبان بالثبات مع زوجاتهم ف «العشرة عشرة إحسان ومعروف، وعليهم إرشاد الزوجة في ما يرضي الله بالحسنى، وليتقوا الله في زوجاتهم». كما دعا المجتمع إلى مساندة الجمعية في جهودها الهادفة إلى الحد من الإسراف والتبذير في الاحتفال بالزواج، باعتبارهما منبوذين ومكروهين دينيا وخلقيا. وحرص نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج على تقديم الشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، لما يوليه من دعم وإرشاد لجميع الجمعيات الخيرية. كما شكر جميع أعضاء مجلس إدارة الجمعية، وفي مقدمهم رئيس مجلس إدارتها الشيخ عبد العزيز بن حنش الزهراني، وإلى كل من أسهم ويسهم في مساعدة الشباب على بناء حياة أسرية مستقرة. وقدم بن محفوظ تهنئته إلى ال 200 عروس وعريس الذين سيحتفلون بالمشاركة في الزواج الجماعي الذي ستنظمه الجمعية في غضون الأيام المقبلة، سائلا الله أن يبارك لهم وعليهم، وأن يجمع بينهم على خير.