رأى عدد من مرضى الفشل الكلوي الذين يواصلون علاجهم عبر جلسات الغسل الدموي «الديلزة» والغسل البريتوني ضرورة إيجاد حلول جذرية لمشكلة قائمة زراعة الكلى التي أصبحت تطول أكثر وتمتد أكثر عن السابق. واقترحوا بأن يتبنى المركز السعودي لزراعة الأعضاء فكرة إرسال المرضى للخارج لإجراء الزراعة في الدول المتقدمة طبيا، خصوصا أن إيجاد الكلى المناسبة أصبحت معادلة صعبة في المملكة، كما أن المرضى الذين يواصلون جلسات الغسيل أصبحوا يعانون من الانعكاسات النفسية وغيرها المترتبة على الفشل الكلوي. القائمة تزداد واعتبر المريض بالفشل الكلوي (ع. ب) من جدة، أن وجود حلول عاجلة لقائمة الانتظار ينهي معاناة الكثير من المرضى، لاسيما المرضى الذين يواصلون علاجهم عبر جلسات الغسل الدموي منذ سنوات طويلة ومازالوا ينتظرون دورهم في الحصول على الكلى المناسبة. وأضاف «الكثير من المرضى يتخوف من الزراعة في الخارج حتى لو كانت ظروفه المادية مناسبة تحسبا للأمراض المعدية الخطيرة، بالإضافة إلى الخوف من فشل الزراعة بعد إجرائها في الخارج». ويتفق المريض (م. ع) مع الرأي السابق، فيقول: أشكو من الفشل الكلوي منذ سنوات طويلة، ولم يتقدم أحد من أفراد أسرتي في إنقاذي من خلال التبرع بكليته، وما زلت مستمرا على جلسات الغسل إلى أن أجد الكلى المناسبة، خصوصا أن اسمي مدرج في لائحة مرضى الفشل الكلوي للزراعة. وأشار إلى أن المركز السعودي لزراعة الأعضاء يبذل جهودا كبيرة مع كل المرضى في حل معاناتهم، إلا أن العائق الوحيد هو إيجاد الكلى المناسبة التي تنهي معاناة المرضى. المشكلة عالمية بدورنا وضعنا هذه الإشكالية على طاولة مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل بن عبد الرحيم شاهين، فقال: هناك 11 ألف مريض بالفشل الكلوي في المملكة، و40 في المائة منهم تتوافق معهم شروط زراعة الكلى، ومعاناة قائمة انتظار الزراعة هي المشكلة عالمية ولا تقتصر على بلادنا، فقائمة انتظار المرضى لزراعة الأعضاء بشكل عام والكلى خصوصا تمتد لسنوات طويلة لأنها مرتبطة بضوابط صحية وآليات طبية مقننة، فالمشكلة تكمن في ضعف تبرع الأقارب، وضعف موافقة أسر المتوفين دماغيا، فالموافقات التي يتم الحصول عليها غير كافية لمواجهة الأعداد المتزايدة من المرضى، وحل هذه المعاناة يكمن في شقين، الأول تبرع الأقارب (الأحياء) من الدرجة الأولى والثانية والثالثة، وقد تم فتح مجالات كثيرة ومشجعة في التبرع بالكلى في هذا الجانب بنظم شرعية وقانونية مثل تبرع الإخوة بالرضاعة وتبرع الزوجين وتبرع غير الأقارب الذين تتوافق معهم الشروط المطلوبة، مع الإشارة إلى أن التبرع بالكلى في الأقارب في الخارج يصل إلى 70 في المائة، بينما لدينا فإن النسبة لا تتجاوز 30 في المائة، كما أن هذا النوع من التبرع الأسري انعكاساته إيجابية عديدة على المريض المتلقي للكلى. والشق الآخر هو تفهم أهالي المتوفين دماغيا بأهمية التبرع بالكلى في سبيل إنقاذ من هم في أمس الحاجة إلى هذه الكلى، وهذا العمل الإنساني النبيل بالتأكيد يخفف من معاناة القائمة الطويلة، ونحن بدورنا في المركز السعودي لزراعة الأعضاء نبذل جهودا كبيرة في إيصال الرسالة الإنسانية بأهمية التبرع بالكلى من خلال وسائل الإعلام والحملات الصحية والمستشفيات. الفشل الكلوي وكلمحة طبية فإن هناك ثلاثة أنواع رئيسة للفشل الكلوي، وهي الفشل الكلوي الحاد، والفشل الكلوي المزمن، والفشل الكلوي النهائي. والفشل الكلوي الحاد: عبارة عن قصور مفاجئ في وظائف الكلى ويحدث في فترة زمنية قصيرة في أقل من ثلاثة أشهر، وقد يحتاج المريض في هذه المرحلة إلى الغسل الكلوي، وقد ينتج عنه أحد الاحتمالات الثلاثة التالية، الشفاء التام وهو أكثر الاحتمالات حدوثا، الشفاء الجزئي أي حدوث الفشل الكلوي المزمن، والفشل الكلوي النهائي وهو أقل الاحتمالات حدوثا. ثانيا، الفشل الكلوي المزمن: وهو عبارة عن قصور مزمن في وظائف الكلى لمدة ثلاثة أشهر فأكثر، ويقسم الفشل الكلوي المزمن إلى خمس مراحل بناء على معدل فلترة حبيبات الكلى للمواد الضارة مثل مادة الكرياتينين في الدم. ثالثا، الفشل الكلوي النهائي: وهو عبارة عن قصور شديد مزمن في وظائف الكلى، بحيث لا يستطيع الشخص أن يعيش ما لم يحصل على علاج بديل (تعويضي) عن الكلى. مع الإشارة إلى أن السبب الرئيس للفشل الكلوي النهائي في المملكة هو مرض سكر الدم، كما هو الحال في معظم دول العالم ثم يليه مرض ارتفاع ضغط الدم.