كثير من أسمائنا الممتدة عظمتها منذ عهد العطاء الأول في مراحل التأسيس «الثلث الثاني من القرن العشرين» في اللغة والأدب توارت عن بقعة الضوء والانتشار لسبب أو لآخر وفي الغالب لمرض أو شيخوخة، كان من هؤلاء أستاذنا الراحل أحمد سالم باعطب الذي غادر دنيانا قبل دخول رمضان. شخصية اجتمعت فيها مواهب الأدب والاقتصاد مبكرا فهو الأديب الشاعر الذي قرض العديد من القصائد العاطفية التي صنعت له مكانة كرائد كان الجمال فيه مرتكزا على روعة اختياره لمسميات دواوينه الروض الملتهب، قلب على الرصيف، عيون تعشق السهر، أسراب الطيور المهاجرة، 100 قلادة من الشعر، رباعيات مخضبة، وغيرها من المسميات الملفتة التي كانت ترجمة للعشق الجميل والتبادل بينه واللغة والشعر والأدب بشكل عام، في كل مرة التقيت فيها مع شعر باعطب لا سيما الوطنيات وهي مشاعر على الورق أمام الموسيقار سامي إحسان لتحويل أشعاره ومشاعره إلى وطنيات غنائية لصالح إذاعاتنا أو لمناسباتنا المختلفة كان آخرها «وطن المجد» بموسيقى سامي الذي يقول: إن الراحل درسه في الفيصلية الابتدائية، وصوت أشرف شاولي، كما أن أحمد سالم باعطب كان واحدا من العاملين بجد واجتهاد في جمعية الثقافة والفنون في جدة من خلال إشرافه على الأنشطة الثقافية فيها ولطالما جمعني به مكتب الموسيقار الكبير سراج عمر في الجمعية وهو الذي كان سببا في تعرفي على هذا الشاعر والمربي الجميل الذي ارتبط باللغة أيما ارتباط وكان سببا في تعلقنا بها كصحافيين مستجدين يومها، وأذكر يومها أن كثيرا من جلساته ولقاءاته مع سراج عمر أثمرت أغنيات عديدة صادفها نجاح كبير لاسيما تلك التي قام بأدائها بصوته مثل أوبريت «بناة المجد» والذي كان فيه دور لغازي علي كراو قام بأداء النص الشعري وكذلك ابتهالات وأغنيات رمضانية تحتفظ بها إذاعة جدة، والذي أؤكد عليه أننا في الساحة الإعلامية مقصرون كثيرا تجاه أساتذة جيلنا المنقطعين عن التواجد في ساحة العطاء لتلك الأسباب رغم أن دورنا الطبيعي كإعلاميين كان من المفترض أن يبدأ من حيث توقفوا وتوقفه رحمه الله كان ليعمل حتى في سني مرضه في موسوعة توثيق الاثنينية التي كرم فيها معظم أعلامنا وأعلام العرب وكان أحد مكرميها إلى أن وافته المنية. فاصلة ثلاثية من أشعار باعطب: قالت أتخلف ماوعدت به أبي ويطيب في أذنيك رجع بكائي قد كنت لي رمزا أهيم بحبه ونسجت من خيلائه خطواتي قلت الليالي أسرجت أقمارها فعلمت منها أين يكمن دائي