طالما أيقظ الشهر الرمضاني الكريم بروحانياته ونفحاته وبركاته، قرائح الشعراء والحس الشعبي الجمعي وأفاض على الملحنين بإلهامات موسيقية جعلتهم جميعا يفيضون بالإبداع الغنائي الذي تتوارثه الأجيال ولا تقطعه جحافل الحداثة وما بعدها. فجاءت الأغنية الرمضانية على غير مثال متفردة في موسيقاها وكلماتها البسيطة المعبرة عن نبض المسلمين وفرحتهم باستقبال شهر العبادة المخلصة للخالق العظيم. كما تعكس فرحة الأطفال بفوانيسه وكرمه للصائمين بالغفران وليلة القدر للموعودين بالإحسان. كما ارتبطت الأغنية الرمضانية بالعديد من الظواهر الشعبية كالأطعمة والفانوس ومدفع الإفطار والمسحراتى، فإنها ارتبطت أيضا بمجموعة من المطربين العباقرة خلدت الأغنية الرمضانية أسماءهم لدى كل الأجيال ومنهم محمد فوزى ومحمد عبدالمطلب، وعبد العزيز محمود وسيد مكاوي، وغيرهم. الإذاعة السعودية كثيرا ما احتفت بليلة دخول الشهر الكريم بأغنيات عديدة يأتي من أهمها أغنية لطلال مداح لكنها للأسف فقدت من مكتبة الإذاعة كما يقول زيد الخثلان مدير التنسيق والمكتبة في إذاعة جدة والذي أضاف أن الكثير من الأغنيات الرمضانية تزخر بها إذاعتنا والخاصة باستقبال الشهر الكريم والتي بدأت تذاع قبل ساعات .. عند الإعلان عن دخول الشهر الكريم ومنها أغنية للفنان الكبير عبدالله السلوم «اشتقنالك يا رمضان» من ألحانه، والفنان الشعبي هاشم باروم «رمضان ذا جنة»، محمد عبده له أغنية «شهرالصيام» وهي الأغنية التي سجلها محمد عبده للإذاعة في بداياته عن رمضان، عبدالله محمد «ليالي الهنا»، حيدر فكري «شهر الصيام يا رمضان»، حسين فقيه «في شهر الرحمة»، محمود خان «رمضان والناس»، حامد عبد ربه «رمضان»، ومن كلمات نجيب بطيش قدم محمد عمر «وحد الله ياصائم»، والموسيقار الكبير العميد طارق عبد الحكيم شفاه الله قدم الكثير من الأغنيات الرمضانية لعل من أبرزها «نور الهدى في رمضان» من ألحانه وأشعار الراحل سعيد الهندي، والفنان حسين أحمد زقزوق قدم من كلمات إبراهيم خفاجي وألحان محمد شفيق «الله وليك ياصائم»، وعمر الطيب «ياالله بعودة»، والفنان الكبير علي باعشن الذي عرف باسم رياض علي قدم أغنية وداعية لرمضان من إلحانه وكلمات الراحل صالح جلال «وداع رمضان»، وقدم الفنان عبد العزيز الراشد أغنية وداعية أيضا من ألحانه وأشعار سعد الخويطر «بأمن وسلامة تعود»، أما الموسيقار سراج عمر فقدم الكثير من الأعمال الرمضانية منها «يا طالب الغفران» من أشعار أحمد سالم باعطب رحمه الله، كما قدم ثلاث أغنيات أخرى في مراحل إذاعية مختلفة وهي «شهر الصيام أهلا، يا فرحنا برمضان، شهر الفضيلة»، كما تضم المكتبة الإذاعية في جدة أغنية رمضانية بصوت الفنان البحريني إبراهيم حبيب من ألحان محمد شفيق وأشعار المصري محمد السيد ندا «من صفاء النور»، والموسيقار غازي علي قدم بصوته وألحانه ومن كلمات سعيد الهندي «نصر الله»، كما قدم أيضا أغنية عن واحدة من أهم مناسبات رمضان «فتح مكة» من كلمات سعيد الهندي وألحان الموسيقار المصري الكبير محمود الشريف. وكانت الفنانة توحة أحدث من تعامل مع الأغنية الرمضانية حيث قدمت أحدث أعمالها عن رمضان أمس الأول بعنوان «أهلا أهلا رمضان» بصوتها ومن كلماتها وألحانها. وفي التاريخ المبكر استطاع العقل الجمعي الشعبي أن يعبر عن الفرحة بالشهر الرمضاني بأغان تعكس التراث القديم بكل أشكاله فاستوحى كلمات من العصر الفرعوني ليعبر بها عن الفرحة بشهر الصوم خاصة في أغنية «وحوي يا وحوي أيوحا» المستوحاة من الفلوكلور الشعبي الفرعوني التي تغنى بها المطرب والملحن الراحل أحمد عبد القادر وأشعار حسين حلمي المانسترلي وألحان أحمد الشريف. وحوي كلمة فرعونية تعني ذهب ورحل وكانت تقال في مصر قديما تعبيرا عن وداع شهر شعبان واستقبال شهر رمضان، كما حملت وحوي أيضا معاني أخرى مثل تحية القمر في العصر الفرعوني وتحولت في مصر الفرعونية لمعني التحية لشهر رمضان. بينما فسر عمار الشريعى معنى وحوي يا وحوي بردها إلى أصولها فى اللغة العربية وهو (احو أو امتلك). وفي الأغنية: احوي يا احوي اياها، بمعنى امتلكها ويقصد بنت السلطان. وتقول كلماتها وحوي يا وحوي أياحة روحت يا شعبان وحوينا الدار جيت يا رمضان هل هلالك والبدر أهوه بان يالا الغفار شهر مبارك وبقاله زمان يالا الغفار شهر مبارك وبقاله زمان محلا نهارك بالخير مليان وحوي يا وحوي أياحة روحت يا شعبان وحوينا الدار جيت يا رمضان جيت في جمالك سقفوا يا عيال يالا الغفار محلا صيامك فيه صحة وعال يالا الغفار واستعيد معنى «وحوي يا وحوي» مجددا في أغنية كورال الإذاعة المصرية التي تعد من أهم أعمال التراث الغنائي الرمضاني، وهي أغنية يشارك في أدائها أطفال وكبار لتعكس إشباعات رمضان للصغار والكبار وختامه المسك للموعود بليلة القدر : وحوي يا وحوي مرحب رمضان رمضان جنة جت من الرحمن شمعة بتكبر أيوحه في فنوس أخضر أيوحه رمضان نور وهلاله يبان دائما فرحان رمضان فرحة أيوحه شجرة وطرحه أيوحه اديني بلحه ايوحه ومن أشهر ما قدمته فرقة كورال الإذاعة المصرية أيضا أغنية «حلو ياحلو» وهي أيضا أغنية جماعية كورال وبقدر ما تعكس الفرحة الغامرة بقدوم الشهر الرمضاني وما يعيشه المؤمنون في ظلاله من كرم الخالق العظيم، فهي تعكس أيضا ما يحمله رمضان من جمع الشمل والتأكيد على الوحدة العربية ومعاني وقيم النصر: حلو يا حلو رمضان كريم يا حلو حل الكيس و ادينا بقشيش لا نروح منجيش يا حلو لياليك الحلوة الزينة عالجمهورية هلوا حلو يا حلو رمضان كريم يا حلو حل الكيس وادينا بقشيش يا نروح منجيش يا حلو عادت وبلادي بتروي سعادة وايات المجد شموع منئاده والراية فوق قنالي منورة الليالي واحتفظت الأجيال المتلاحقة بأسماء أغنيات تغنى بها كبار المطربين ولا تزال رغم مرور عشرات السنين عليها فإنها محفورة في الوجدان الجمعي ومن بينها أغنية المطرب القدير الراحل محمد عبد المطلب «رمضان جانا» التي تعكس الشغف والشوق الذي يملأ قولب المسلمين انتظارا لشهر رمضان وفرحتهم بقدومه بعد غياب، وهي من علامات التراث الموسيقي والغنائي من ألحان محمود الشريف: رمضان جانا وفرحنا به بعد غيابه وبقاله زمان غنوا وقولوا شهر بطوله غنوا وقولوا أهلا رمضان رمضان جانا أهلا رمضان قولوا معانا أهلا رمضان بتغيب علينا وتهجرنا وقلوبنا معاك وفي السنة مرة تزورنا وبنستناك من إمتى واحنا بنحسبلك ونوضبلك ونرتبلك أهلا رمضان جانا قولوا معانا أهلا رمضان رمضان جانا أهلا رمضان قولوا معانا أهلا رمضان ويعد الموسيقار الراحل محمد فوزي أشهر من غنى ولحن أغاني الشهر الرمضاني خاصة عند استقبال هلال رمضان تأتي الفرحة الكبرى لاستقباله بعد غياب وهو المعنى الذي عبرت عنه «أهلا رمضان» والتي تعبر أيضا عما شعر به المسلمون من نعم في شهر الصوم من عبادة وذكر وسعادة وخير: أهلا أهلا يا رمضان بعد الغيبه هلالك بان شهر عباده وزكا وصيام تحلى ايامه بذكر الله شهر البار على الإسلام جاي بالخير والسعد معاه شهر كريم وهلا وسرور بيهنينه وبعده العيد وتأتي الأغنية الثانية لمحمد فوزي في رمضان والتي يتغنى بها الأطفال وهي «هاتوا الفوانيس يا ولاد» وتعبر عن فرحة الأطفال بقدوم شهر الصوم والقرآن من خلال الفوانيس وما يتمتع به المسلمون من أطيب الأطعمة: هاتوا الفوانيش يا ولاد هاتوا الفوانيس هانزف عريس يا ولاد هيكون فرحوا تلاتين ليله هنغني ونعمل هوليله وهنشبع من حلوياته هاتوا الفوانيس يا ولاد هاتوا الفوانيس كل حبايبه راح يعزمهم متواعدين وياه هيفطرهم ويسحرهم والخير جيبه معاه وبالرغم من أن أغنية المسحراتي قد تغنى بها الجمع للإذاعة المصرية عبر فرقة شارك فيها عدد من الملحنين أمثال أحمد صدقي، مرسي الحريري، وعبدالعظيم عبد الحق، فإنها لم تحقق الشهرة التي ظلت عليها حتى يومنا هذا إلا عندما تغنى بها الموسيقار سيد مكاوي، فقد استغنى فيها عن الفرقة الموسيقية وقدمها بتفرد في فن بديع عبر آلة الطبلة وإيقاعاتها، وحقق بهاذ التفرد الموسيقي بالطبلة نجاحا كبيرا وخلدت اسمه في شهر رمضان بشكل خاص: «اصح يا نااااااااااااايم» أغنية الموسيقار الراحل سيد مكاوي: اصحي يا نايم مفيش دايم غير الدايم روايح هابه من الجنه يا عز اللي هيتهنا دانا طمعان وبتمني أشوف نورها واطول خيرها واطول في الظله مع طيرها ومين هيفوت غير الصايم مفيش دايم غير الدايم يا روح النور يا سي الهايم