هذا العنوان مكون من جملتين: ترفد كلتاهما الأخرى. فالأولى تحدد شرط صلاحية الراعي لكي تصلح الرعية، والثانية تحقق الأهداف. والراعي في هذا المجال هم القادة العرب والمسلمون الذين تحركوا في الآونة الأخيرة بريادة من شخص مخلص ذي رؤية ثاقبة حيال حل المشكلات القطرية والدولية من خلال الحوار الذي انطلق خلال السنوات القليلة الماضية. ذلكم هو الملك عبد الله بن عبدالعزيز الذي تسنم حكم هذه المملكة المحظوظة، متبنيا مبدأ الإقناع والاقتناع بدلا من الاعتماد على الاعتداد بالذات، والانتصار للرأي الذاتي حيال الآراء الأخرى. خادم الحرمين الشريفين هو أحد أبناء الرائد الأول والد الجميع الملك عبد العزيز (رحمه الله رحمة واسعة) الذي أنجز كيانا كبيرا كان مشتتا، فحول ذلك الشتات إلى وحدة رائدة تقوم على مبادئ واضحة أسسها قوية متلازمة تعتمد على الأمن، وتكريم الوطن والمواطن، واحترام المقدسات الإسلامية التي تحتويها بلادنا العزيزة، وتشجيع الاستفادة من ثروات البلاد التي أفاء الله بها علينا للبناء والتطوير. لقد تبنى الملك عبد الله حفظه الله مبدأ الحوار الوطني وطوره بانفتاح بناء جعل المواطنين يدركون أن التفاهم والتحاور والتخلي عن التمسك الأعمى برأي الفرد أو المجموعة بعيدا عن آراء الآخرين ومدى مزجها ببعضها في إطار بناء متطور يخدم الوطن والمواطن. ثم قام الملك متبعا ذلك بحوار الأديان والثقافات والاتجاهات السياسية مما جعله يتسنم القمة في هذا المجال بحيث وصفه الآخرون بملك الإنسانية وسميت مملكتنا بمملكة الإنسانية. إن الذي بدأ مع نهاية الأسبوع المنصرم من زيارات لعدد من الدول العربية لم يكن بحال من الأحوال مجرد زيارات سياسية روتينية وإنما كانت زيارات مدروسة، ومخطط لها على أسس علمية، ومبادئ واضحة بهدف لم شمل الإخوة واحتواء الخلافات والمنازعات التي ولدها عدم وجود أسلوب عملي للحوار من قبل. لقد بدأت طلائع الحلول العملية للمشكلات تأخذ طريقها إلى حيز التنفيذ لدرجة أن متابعة الزيارة وتغطيتها إعلاميا وسياسيا تصف الحلول بالسبق السياسي الذي كان مفقودا في الميدان العربي خلال العقود السابقة. إن أبا متعب رجل يتصف بالشفافية والوضوح، كما أنه يصغي للرأي الآخر بشكل يجعل المستمع إليه يحس بأنه أمام رجل يبحث عن الحلول العملية المفيدة وليس لمجرد الظهور كرجل سياسي عادي. كما أنه يصغي لأعوانه ومساعديه ومواطنيه بشكل يجعله يستوعب المقترحات ويأخذ بأفضلها عائدا للوطن والأوطان الأخرى التي تكاتفها يعد حفظا لمستقبل مشرق قائم على أسس علمية مدروسة. حقيق بنا نحن السعوديين وإخواننا العرب والمسلمين أن نفخر بهذا الرمز المنتج، كما أنه قد أوجد لدى الأطراف الأخرى نفس الشعور والإحساس الذي نزهو به. بارك الله فيكم يا خادم الحرمين الشريفين ورائد الحوار والتواصل وحل الإشكالات المضرة بمصلحة الجميع. وإلى المزيد من التقدم المبني على الأسس الفاعلة، وبارك في ساعدك الأيمن ولي عهدك الأمين وإخوانكم ومساعديكم ومن تتعاملون معهم لتحقيق هذه النجاحات المذهلة التي يفخر بها وينشدها كل سعودي وعربي ومسلم. فالحمد لله على ذلك وإلى المزيد رعاكم الله. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة