لا شك أن المحبةً الكامنة في قلب كل شاب وكهل وأب وأم لخادم الحرمين الشريفين- الملك عبد الله بن عبد العزيز- حفظه الله، لم تولد من فراغ ولكنها نتيجة طبيعية لجهوده المتواصلة التي يبذلها في الداخل والخارج من أجل إسعاد شعبه، و تنم عنها مواقفه الحانية ومن ثم َّ كانت إطلالة خادم الحرمين الشريفين ووصوله إلى أرض الوطن سالماً مُعافى من رحلته العلاجية ليستكمل مسيرة الخير والعطاء والتنمية والإصلاح في بلادنا الحبيبة مبعث البهجة والسرور في نفوس الجميع، فهنيئًا لنا بعودة خادم الحرمين الشريفين- الملك عبد الله بن عبد العزيز- حفظه الله وتحيةًً إجلال وتقدير من كافة أفراد الشعب السعودي. فعلى الرغم من آلامه و مرضه لم يتوانى عن زيارة أبناء شهداء منطقة القصيم وتقديم التعازي والمواساة, فضلاً عن مواقفه الحازمة الصادرة عن أب يُقدر المسؤولية بحق الرعية ليضرب بسيف العدل والإصلاح ضد كل من يثبت تهاونه أو إسهامه في الفساد بأقصى عقوبة, ككارثة سيول جدة والرياض وغيرها؛ فجنًّد الأجهزة الحكومية، وشكّل اللجان الطارئة لوضع أسرع الحلول وأعمقها أثراً. ولم يحظ الملك عبد الله بثقة ومحبة شعبه فحسب، بل وشعوب وقادة العالم لإيمانه بمسؤولية الأمن والاستقرار العالمي، بفضل المنهج الوسطي الذي ينتهجه وكان له بالغ الأثر في نجاح المملكة العربية السعوديه وعلاقتها مع دول العالم في إطار من الندية وتبادل المصالح وفق سياسة بعيدة المدى، وإستراتيجيات جعلت المملكة في مصاف العالمية، فتوالت عليه الشهادات العالمية، والاعترافات بقوة تأثيره، وعِظم محبة الشعب له، حتى صار ثالث أعظم شخصية في العالم، بصفته أكثر قائد إسلامي يحظى بثقة عالمية في قدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة بشأن القضايا الدولية «. فمنذ الوهلة الأولى من وصولة إلى البلاد إلا أنه بادر بإرساء أسس النهضة الجديدة وجميع الإصلاحات التي تتماشى مع احتياجات ومطالب المجتمع في المملكة في إطار التطور التدريجي المتوازن الذي يتوافق مع تطلعات وطموحات المجتمع ويتناسب مع الشريعة الإسلامية من خلال رؤية واضحة وخطة وطنية تركز على الإنسان بصفته هدفاً للتنمية متبنياً سياسة واضحة مبنية على التسامح والحوار مع أتباع الحضارات والثقافات لتعزيز ودعم التعايش والتفاهم المتبادل. وعلى الرغم من النجاحات الملموسة التي حققها على كافة المستويات إلا إنه مازال يولي احتفاظ المملكة بالقيم الاجتماعية الأصيلة وتجنب أي إخلال باستقرار وأمن المجتمع في أولى أهتماماته، فقد قطعت المملكة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة خطوات عدة لتأكيد مكانتها العالمية وسارت بخطى ثابتة ومتينة محققة مراكز متقدمة باستحقاق وجدارة، حيث تبوأت عام 2010 المرتبة الأولى عربياً والمركز الحادي عشر عالمياً مؤكدة تميزها بين 183 دولة فضلاً عن التعليم العالي الذي حظي بدعم وتوجيه كبيرين حتى وصل إلى مايقارب خمس وعشرين جامعة شملت جميع مناطق ومدن المملكة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها حتى يمنح كل مواطن فرصة التعليم العالي في موطنه ومكانه، كما حظي البحث العلمي في الجامعات السعودية باهتمام بالغ لعمل الدراسات اللازمة والحلول الناجعة للقضايا والمشكلات، مما جعل المملكة وجهة مثالية للمصالحات السياسية والاستثمارات الاقتصادية، إيماناً بمبدأ الوحدة العربية والإسلامية.. فلنشكر الله أن وهب لنا راعٍ يُدرك حق الرعية، ولندعو الله مخلصين الدعاء بالقصد والنية أن يشفي مليكنا المحبوب وفاءً وحباً لملك الإنسانية والإصلاحات. د. أحمد بن صالح العثيم