هذه كلمة نبوية يتسم بها من يثق في نفسه. ويتخلى عنها من شعر بشيء من النقص. ولو علم هذا الأخير مدى خسارته من خلال تعاليه على الآخرين لعاد إلى رشده، فإن فعل فسوف يجد نفسه هي الفائزة. تعودنا من قادتنا في هذه البلاد الكريمة التواضع الجم بدءا من مؤسس هذا الكيان الملك عبد العزيز رحمه الله، ومرورا بأبنائه الذين تعاقبوا على السلطة. وما سلوك الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي نراه فيما بيننا (أو نسمع عنه حيال الآخرين إلا عمل إنساني تحلى به هذا الرجل الكريم الرؤوف بأبناء شعبه صغيرهم والكبير.. منذ يومين أو أكثر نشرت صوره حفظه الله وهو يزور الأطفال الذين تمت معالجتهم وفك ارتباط أحدهم بالآخر جسديا. مليكنا لم ينتظر أن يأتوا إليه (أو يؤتى بهم إليه) لكي يراهم ويطمئن عليهم، وإنما قام بنفسه بالذهاب إليهم في المستشفى للاطمئنان على صحتهم ونجاح العمليات التي أجريت لهم بناء على أمر كريم منه بفصل ترابطهم العضوي الذي ولدوا عليه، الابتسامة تعلو وجهه وقلبه يضيء بالرحمة والمحبة حيال هؤلاء الذين أنعم الله عليهم بأن وفدوا إلى هذه الديار الخيرة الوفية الكريمة. ولولا الله سبحانه ثم وجود هؤلاء القادة الخيرين (يدعمهم وجود أطباء متخصصين) لكان من الصعب على هذه العائلات أن ترى أطفالها وقد عولجوا وصححت أوضاعهم. ولعل هذا يفسر الصفة التي يتحلى بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله عندما أطلق عليه الآخرون من السعوديين وغيرهم (ملك الإنسانية)، وأية إنسانية أكثر عطفا وأبلغ دعما لمن يحتاجون إلى هذا العطف والدعم ؟ وبخاصة الأطفال الأبرياء وعائلاتهم المنكوبة بذلك الارتباط الجسدي للتوائم. إن تلك الصورة التي رأيتها في إحدى الصحف أعادت ذاكرتي إلى مواقف كثيرة وقفها أبو متعب متبنيا تصحيح الأوضاع غير المناسبة، ومن ذلك الحوار الذي تبناه واتخذه هدفا كبيرا لإزالة وسائل التشاحن والتباغض بين الأديان والثقافات حتى صار ذلك إنجازا تحلت به المملكة بين الدول الأخرى عندما أسموها «مملكةالإنسانية». كذلك استعادت ذاكرتي مواقفه الفردية والجماعية عندما يشعر من يتعامل معه بأنه أمام رجل كبير القدر والقيمة ويحمل مسؤوليات عظيمة لكنه لا يظهر ذلك في تصرفاته مع الصغير والكبير وما ذلك إلا لأن خادم الحرمين الشريفين يعرف قدر نفسه وقدر الآخرين، ولولا أنه يعلم قيمة التواضع ومدى تأثيره على أهله وأبناء شعبه ومن يتعامل معهم لما صار ذلك سلوكا فرديا ورسميا في اليوم والليلة في البر وفي المكتب وفي المنزل. لا أشك مطلقا وكثيرون مثلي في أن الصفات التواضعية من القائد تنتشر بين من يتعاملون معه رسميا وبشكل غير رسمي، كما تذكرت زيارته المفاجئة التي يقوم بها لمناطق نائية في مملكتنا الحبيبة التي كشفت أمام عينيه وضع هذه المدينة أو تلك على حقيقتها. ومن ذلك زيارته منذ أعوام إلى الجنوب الغربي من المملكة (منطقة جازان) وما نجم عن تلك الزيارة من تنمية لتلك الأرض للحاق بزميلاتها المناطق الأخرى. وهذه مسؤولية كبيرة يؤديها هذا الرجل الذي يراقب أداءه كمسؤول أمام الله ثم أمام أبناء شعبه. وهي مسؤولية كبرى عندما يضع الأسس العملية لإبراء الذمة، كما تذكرت زيارة أبي متعب لتلك المنطقة عندما تحرك فيها الشيطان وأعوانه لإثارة الفوضى وتهديد الاستقرار مما نجم عنه تطمين السكان هناك بأن مليكهم معهم قلبا وقالبا، وأن تعاونهم مع إخوانهم المواطنين والجيران في اليمن سيعود بالخير من خلال الأمن والاستقرار.. مرة أخرى.. إن التواضع صفة عالية لا يتحلى بها إلا من هداهم الله لكي يكونوا مثلا عليا في السلوك. بارك الله فيكم يا أبا متعب، وبارك في شعب يتغنى بتواضعكم وإخلاصكم.. والسلام عليكم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة