تشهد محافظة الدرب في منطقة جازان منذ أيام موجة شديدة من الغبار، تستمر أحيانا لأكثر من 14 ساعة، ما تسببت في إغلاق العديد من المحال التجارية، واستنفارا في المستشفيات لاستقبال الحالات المرضية الناتجة عن ذرات التراب المتطايرة خصوصا من مرضى الربو والحساسية. وجندت الأجهزة الأمنية من الدوريات والشرطة والمرور جهودها لتسهيل الحركة المرورية وخاصة على الطرق السريعة ومداخل المحافظة للحيلولة دون وقوع الحوادث أو سرقات نتيجة هروب الأهالي إلى أماكن أكثر اعتدالا في منطقة عسير مثل أبها وخميس مشيط . وتشهد المراكز الصحية والمستشفيات في المنطقة، إقبالا كبيرا من المرضى أو ممن يعانون من آثار الغبار، ووفقا لمدير مستشفى الدرب العام علي محمد أبو شقارة، فإن المستشفى يستقبل ما بين 30 50 حالة من المرضى الذين يعانون من هذه الغبار، وخاصة من مرضى الربو أو الحساسية، مشيرا إلى أن الاستعدادات لهذا الموسم تكون على أعلى مستوياتها خاصة أن المستشفى يقع في منطقة تشهد كثافة كبيرة من الأتربة التي تتسبب في حوادث مرورية بسبب تدني الرؤية. وأضاف: نستعد دائما لتغيرات الطقس في مثل هذا الوقت من كل عام، بتوفير الأدوية والكمامات لمرضى الربو والحساسية الذين يعانون غالبا من ضيق التنفس، كما أن الهيئة التمريضية تكون على أهبة الاستعداد، لاستقبال المرضى وإخضاعهم للملاحظة، ومن ثم تزويدهم بالأدوية والعلاجات الضرورية. من جهته، بين أخصائي العيون في المستشفى الدكتور أسامة المالم، أن التعرض للأتربة الناعمة يعرض الإنسان لحساسية العين، ومن هنا يتردد على المراكز الصحية كثير من المراجعين الذين يشكون من حساسية العين، التي تعد من أكثر أمراض العيون انتشارا وتصيب عادة ملتحمة العين والجفون، وأنه يجب على المرضى الذين يعانون من أمراض في العيون أو من خضعوا لعمليات في العين حديثا عدم التعرض للغبار بشكل نهائي. «عكاظ» زارت عدة مواقع ووقفت على أحوال الأهالي الذين حزم بعضهم أمتعتهم باتجاه الأماكن الآمنة من هذا الخطر على حد قولهم، وعكس الجميع يفضل يحيى القاسمي، موسم الغبار ويعتبره الأفضل ويقول: «في الماضي عندما يبدأ مقدمات موسم الغبرة كنا ننتظر بعض الوقت لنعرف ما إذا كان الموسم «تزبر» أو «تفجر»، فالزبور يقصد به موسم الغبرة، أما الفجر فيقصد به موسم المطر وزاد: في الماضي كنا نعيش بلا مكيفات، في عشش بناؤها يناسب الأجواء، ونعتبر موسم الغبرة موسم لتلطيف الأجواء من الحرارة. أما يوسف الحامد من قرية الجبلين، فوصف وضع القرية بجبال من الرمال التي تصل لمستوى أسطح المنازل بسبب الرياح القوية، وقال: عند عودتنا لمنازلنا نبدأ في إزالة الرمال التي تقتحم منازلنا، حيث نضطر لاستئجار آليات لإزاحتها وفتح الطرق خاصة وأن المجمع القروي يرفض الاستجابة لمطالبنا. من جهته، أوضح رئيس بلدية الشقيق عبدالعزيز الشعبي، أن آليات المجمع جاهزة في أي وقت لخدمة المواطنين، خصوصا في القرى حيث يتم تكليف فريق عمل لمواجهة مثل هذه الظروف عموما. من جهة أخرى، عمت موجة غبار مصحوبة برياح شديدة مساء أمس، عددا من المحافظات في جنوب المملكة، وتسببت في تدني الرؤية الأفقية حدت من تحرك السياح والمصطافين. ففي سبت العلاية غطت سحابة من الأتربة والغبار سماء المدينة وحجبت الرؤية الأفقية في الطرقات، وذكر مصدر في مستشفى سبت العلاية، أن قسم الطوارئ استقبل مساء أمس عددا من الحالات المرضية نتيجة الأجواء السيئة ومعظمهم من الأطفال وكبار السن. ولم تكن مراكز خثعم والبشائر أقل من سابقتها، من حيث تأثير موجة الغبار عليها، ما حدا بساكنيها إلى البقاء في منازلهم خشية التعرض للحوادث المرورية في الطرقات بسبب تدني مدى الرؤية الأفقية. كما امتدت موجة الغبار إلى محافظتي الباحة وبلجرشي وبدت المنتزهات خالية من المصطافين بسبب الغبار الكثيف الذي ضرب المنطقه عموما.