راجع 488 مصابا بالربو بين ذكور وإناث خلال اليومين الماضيين المستشفيات بسبب موجة الغبار التي اجتاحت محافظة الأحساء. وبين ل«عكاظ» مدير الشؤون الصحية في المحافظة حسين الرويلي أنه كلف جميع الأطباء بالتقيد بالأنظمة المتبعة في وزارة الصحة وأن يكونوا جاهزين في حالة الطلب وفق النداءات المتعارف عليها بين الأطباء في حالة وجود إصابات عدة أو حالات طارئة تستلزم استدعاء الأطباء، مشيرا إلى أن إدارته استلمت نسخة من تحذيرات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من مخاطر التغير في الأجواء، وأن مدى الرؤية سيصل إلى درجة الانعدام، مشددة على ضرورة أخذ الحيطة والحذر وقال «إننا في تواصل بين الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بشكل يومي للتعرف إلى الأجواء، رغم أننا جاهزون لجميع الحالات دون استثناء». «عكاظ» وقفت ميدانيا في أقسام الطوارئ، وأوضح المديرون المناوبون في المستشفيات أنه راجع العديد من المواطنين المصابين بالربو للمستشفيات البارحة الأولى وصباح أمس نتيجة الغبار، وأضافوا أن المريض يحتاج لمتابعة مدتها لا تتجاوز ربع الساعة خلال مراجعته لقسم الطوارئ في المستشفى، وكشف عن حاجة 20 إلى 30 في المائة من المراجعين خلال الأجواء المغبرة للمتابعة الشديدة؛ خوفا من تضاعف حالاتهم. وشهدت أجواء منطقة الباحة ومحافظاتها الست، أمس وأمس الأول، موجة غبار، ما تسبب في تدني الرؤية الأفقية، وفضلت العديد من الأسر البقاء في منازلهم. وفي منطقة جازان، اضطر عدد من السكان للهروب من قراهم إلى أماكن بعيدة عن الغبار. يقول علي عسيري «إنني وأسرتي نهرب من قريتنا لكي لا نتعرض لأمراض بسبب الغبار ونظل فترة في المناطق المرتفعة، ورغم أن بقاءنا في مواقع معتدلة يكبدنا خسائر كبيرة إلا أننا نضطر له حفاظا على سلامتنا. وبين يوسف الحامد أن قريته الجبلين تصبح أيام الغبرة مغطاة بجبال من الرمال، وقال «عند عودتنا لمنازلنا نبدأ في معاناة جديدة مع هذه الرمال التي تقتحم منازلنا، حيث نضطر لاستئجار شيولات لإزاحة الرمال عن المنازل وفتح الطرق، خاصة أن المجمع القروي يرفض الاستجابة لمطالبنا. فيما أوضح ل«عكاظ» رئيس بلدية الشقيق عبدالعزيز الشعبي أن آليات المجمع جاهزة في أي وقت لخدمة المواطنين خصوصا في القرى، مشيرا إلى أنه جرى تكليف فريق عمل لمواجهة مثل هذه الظروف. ووفقا لمدير مستشفى الدرب العام علي محمد أبو شقارة فإن المستشفى يستقبل ما بين 30 إلى 50 حالة من مرضى الربو أو الحساسبة بسبب هذا الغبار. وتابع: إننا نكون على استعداد لتلك التغيرات الطقسية حيث تجري زيادة الأدوية الخاصة بالحساسية والربو، كما أن الهيئة التمريضية تكون على أهبة الاستعداد، لاستقبال المرضى وإعطائهم الأدوية. وأوضح أخصائي العيون الدكتور أسامة المالم أنه عند التعرض للأتربة الناعة يصاب البعض من الناس بحساسية العين، وأيام الغبار الشديد يتردد على المراكز الصحية كثير من المراجعين الذين يشكون من حساسية العين. كما شهدت محافظة رجال ألمع موجة غبار كثيفة، تسببت في انعدام الرؤية الأفقية على مستوى أقل من 50 مترا، فيما حذر أطباء مستشفى المحافظة العام المواطنين خصوصا مرضى الربو والحساسية، من التعرض للغبار. وطالب أطباء الأمراض الصدرية في مستشفى المحافظة العام المواطنين باستخدام النظارات الواقية والكمامات للتقليل من آثار الأتربة. وأوضح المشرف العام على المستشفى أحمد بن محمد الحارث أن قسم الطوارئ استقبل العديد من المراجعين المصابين بنوبات ربو حادة أو حساسية صدرية جراء الغبار، محذرا في ذات الوقت بعدم التعرض لذرات الغبار المتطاير واستخدام الكمامات الواقية، والبقاء داخل المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى. وحذرت الأجهزة الأمنية وإدارة الدفاع المدني في المحافظة المواطنين والمقيمين، وقائدي المركبات من موجات الغبار والتقلبات الجوية، أثناء تنقلاتهم في الطرقات العامة، والمحاور الرئيسة. كما شهدت محافظات الشرقية رياحا شديدة مثيرة للغبار بدءا من البارحة الأولى استمرت أكثر من 24 ساعة، غطت الخفجي، حفر الباطن، النعيرية، قرية العليا وقرى وادي العجمان، وكانت سرعة الرياح أكثر من 60 كم في الساعة، ما تسبب في انقطاع الهاتف والإنترنت عن مليجة، فيما أغلقت الرمال عددا من الطرق المؤدية للقرى الصحراوية والطرق الزراعية. وتسبب الغبار في زيادة عدد المراجعين من الأطفال وكبار السن لأقسام الطوارئ في مستشفيات الخفجي والنعيرية وقرية العليا. وتوقفت حركة السير المروري في الطريق الدولي من حفر الباطن إلى النعيرية ومن ثم إلى طريق الدمامالرياض السريع بسبب شدة الرياح وانعدام الرؤية.