اجتاحت عاصفة ترابية أجزاء من المنطقة الجنوبية وتسببت في تعليق الدراسة في بعض المحافظات فيما استقبلت مستشفيات المنطقة حالات مرضية نتيجة لذرات الغبار المتطاير، خصوصاً لدى الأطفال وكبار السن من مرضى الربو والحساسية، وشهدت محافظة بيشة البارحة الأولى، موجة غبار وصلت ذروتها عند التاسعة مساء، ما دفع إدارة التربية والتعليم وفرع جامعة الملك خالد إلى تعليق الدراسة أمس في بيشة، تثليث وبلقرن، فيما شهدت وحدات التدريب التقني والمهني في بيشة غيابا ملحوظاً للمتدربين، نتيجة انعدام الرؤية الأفقية في الشوارع والطرقات العامة. وبين الناطق الإعلامي لصحة بيشة عبدالله سعيد الغامدي، أن قسم الطوارئ في مستشفى الملك عبدالله في بيشة، استقبل 43 حالة مرضية في الساعات الأولى من موجة الغبار، منها 16 لأطفال تعرضوا لضيق في التنفس، وأضاف «الصحة استعدت وجهزت المراكز الصحية والمستشفيات لاستقبال الحالات المرضية وتقديم الرعاية الصحية والإسعافات الأولية لمرضى الربو والحساسية». من جانبه أوضح ل«عكاظ» مدير مرور بيشة المقدم ظافر القرني، أن إدارته عمدت إلى تسيير دوريات مرور إضافية في الشوارع الرئيسية والطرق العامة للمساهمة في تسيير الحركة وتحذير السائقين عند التقاطعات والدوارات، مبيناً عدم تسجيل أي حادث مروري حتى التاسعة من صباح أمس. وعلى صعيد آخر، ضربت عاصفة ترابية محافظة بلجرشي والقرى التابعة لها أمس، انعدمت من شدتها الرؤية الأفقية في بعض الشوارع العامة، فيما تلبدت الأجواء بذرات الغبار العالقة منذ ساعات الصباح الأولى، وشهد مستشفى بلجرشي العديد من الحالات التي يعاني أصحابها من مرض الربو والحساسية. ورغم موجة الغبار الشديدة التي عمت سماء المدينة، إلا أن الدراسة لم تتأثر بشكل مباشر حيث شهدت مدارس المحافظة حضوراً ملحوظاً من قبل الطلاب، فبينما أصرت بعض المدارس، على الإبقاء على طلابها وعدم صرفهم نتيجة سوء الأحوال الجوية، اضطرت بعض المدارس إلى تعليق الدراسة خوفا على صحة وسلامة الطلاب من ذرات الغبار المتطايرة. أما محافظة رجال ألمع فشهدت أمس عاصفة ترابية عاتية، أدت إلى تدني الرؤية الأفقية لأقل من 25 مترا، وتسببت في عرقلة حركة السير في الشوارع الرئيسة والميادين، فيما حذر الأطباء المواطنين والمقيمين من التعرض لذرات الهواء والبقاء داخل المنازل. إلى ذلك، بين مدير مستشفى المحافظة العام أحمد محمد الحارث، أن طوارئ المستشفى العام والمراكز الصحية استقبلت عددا من حالات مرضى الربو، الذين يشكون من ضيق التنفس جراء موجة الغبار الشديدة، وحذر الأطباء مرضى الحساسية والربو من التعرض المباشر للأجواء المغبرة التي غالبا ما تتسبب في تهييج الجهاز التنفسي خصوصا مع ازدياد حدة الغبار أو التباين الحاد لدرجات الحرارة. إلى ذلك، حذرت المديرية العامة للدفاع المدني في منطقة عسير المواطنين والمقيمين، من التعرض للتقلبات الجوية، واستخدام المصابيح الأمامية لمركباتهم، مبينة التواصل المستمر بين الدفاع المدني ومصلحة الأرصاد وحماية البيئة لمعرفة التنبؤات الجوية، واتخاذ الحيطة لأي طارئ. وشهد طريق الطائفالرياض البارحة، عاصفة ترابية ورياحا بلغت سرعتها 40 كيلو متراً في الساعة، ما أدى إلى تدني الرؤية الأفقية على الطريق، حيث استنفرت دوريات أمن الطرق والمرور تحسباً للحوادث المرورية، والحفاظ على انسيابية حركة المسافرين خصوصاً بعد تراكم الرمال والأتربة على الطرقات والجسور في مركزي ظلم والمويه، واضطرت معه إدارات التعليم في المويه والمراكز التابعة إلى تعليق الدراسة وصرف الطلاب والطالبات في وقت مبكر، وأوضح ذلك مدير مكتب التعليم سعود الفديع. واجتاحت منطقة نجران أمس، موجة غبار شديدة شملت المحافظات والمراكز والقرى، وأغلقت معظم المحال التجارية أبوابها مبكرا عقب صلاة المغرب، فيما خلت الشوارع من المارة بسبب تدني الرؤية الأفقية إلى أقل من 30 مترا، في الوقت الذي عانت بعض الأسر من ضيق التنفس والاختناق داخل المنازل إثر مداهمة الأتربة لمداخلها. وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة نجران النقيب علي الشهراني، أن إدارته وضعت فرق البحث والإنقاذ على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ، وبثت رسائل توعوية عبر إذاعة MBC FM، والقناة الإخبارية السعودية لرفع الوعي لدى المواطنين. وحذر الشهراني المواطنين من الاسترخاء أو التوقف تحت المظلات ولوحات الإعلانات والأعمدة الكهربائية، أو صعود الجبال والمناطق المرتفعة، خشية التعرض لمكروه بسبب موجة الغبار التي تضرب المنطقة حاليا.