علينا أن نفخر اليوم بشباب لم تنقرض فيهم الهمة والنخوة والحمية والشعور بالمسؤولية، فكانوا هم (أبطال النجدة) يوم غمر السيل جدة! تطوعوا دون انتظار من يأمرهم بذلك أو يعلمهم كيف ذلك! أو يصورهم لتظهر صورهم في الصحف وهم يقومون بذلك!! ومن الخطأ الاعتقاد بأنهم شباب جدة فقط! بل في كل مناطق المملكة هبت النخوة، وبادر نفر من غير أهل جدة لإنقاذ سكان جدة!! شباب وقفوا مع شباب جدة وقفة رجال! كان ذلك عن طريق الشبكة العنكبوتية وتكوين المجموعات وتسهيل الاتصالات وتبادل المعلومات والتعريف بقوائم الطلبات.. ومن ثم توفير الاحتياجات العينية والمادية! سيل جدة أوجعنا.. لكنه كشف عن معادننا.. وحقيقتنا الأصلية! هؤلاء هم شبابنا الحقيقيون، ولا تقولوا شباب جدة.. بل شباب الوطن! وكل من بادر بعرض خدماته ودخل مع المجموعات التطوعية معبرا عن استعداده ومقدما خدماته، سواء أكان في الرياض، أو أبها، أو الدمام، أو تبوك، أو عرعر، أو سامطة، أو.. أو.. هو ابن الوطن وقف إلى جوار أخيه ابن جدة في شدته!! وبهؤلاء جميعا كتبنا يوميات حاضرنا الوطني من جديد.. وأعدنا صياغة مواقفنا من منغصات حياتنا.. الفساد والعشوائية والارتجالية، والنهب والسلب وخيانة الوطن! وأصبح الآن أمامنا واجب حتمي لا بد من القيام به على أكمل وجه يتلخص في أن مثل هؤلاء الشباب كيف نحافظ على بقائهم بيننا وعلى ولائهم لنا، وكيف نصون فيهم هذه الروح الباسلة المعطاءة الهادفة النباءة؟ لقد مللنا الحديث عن شباب الضياع والصرقعة والإرهاب والكديش والتفحيط والمعاكسات، ولكثرة ما تناولنا الحديث عنهم وتبادلناه جعلناهم الأهم وما عداهم لا يهم! وكأننا لا نرى غيرهم في بلادنا حتى بات الآخرون لا يرون إلا هؤلاء المارقين المائعين في شوارع السفر أو غيرهم المفسدين والسفاكين للدماء! حان الوقت أن نعطي الاهتمام كله لمن تم تكريمهم ليل الأربعاء.. يوم أن دعا الداعي جاء شبابنا الحقيقيون بقضهم وقضيضهم لا يبحثون عن مقابل ولا عن وجاهة يقدمون أنفسهم لوجه الله ثم لوجه الوطن! وأبلوا بلاء حسنا، فكيف نحميهم من سرقة الآخرين لهم وحرماننا منهم! كيف نمنع عنهم من يسلبنا إياهم ونحن في أمس الحاجة لوجودهم في وجودنا؟! كيف نجعلهم داخل أحضاننا نضمهم ونحتويهم ونكفيهم الحاجة لأحضان الغير أو إغراءات أحضان الغير؟ أليس هذا واجبنا أن نصون النعمة فلا نجعلها نقمة! فماذا نحن فاعلون لأجل شبابنا الذين كرمناهم في ليلة ويبقى التكريم لباقي العمر ينتظر الإعلان عنه! الشباب نعمة نشكر الله عليها ولن ندعها تنقلب إلى نقمة.. وأبسط المطلوب الالتفات نحو البرامج الشبابية.. فما زالت خارج قائمة اهتماماتنا المحلية.. الفراغ قادم مع العطلة الصيفية، وهذه أولى المهمات، فأين الاحتواء المناسب لشباب متوقد؟! أترك للأعزاء القراء فرصة التعبير عن اقتراحاتهم لاحتواء الشباب، ثم نعلق عليها معا.. اليوم نصفق فرحا لا أريد في الغد أن نصفق كفا بكف أسفا!! للحديث بقية!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة