في كل مجلس يقدر لي أن أتواجد فيه، ومن كل شخصية تجمعني بها المناسبات أسمع إلحاحا متواصلا يطالب معالي السيد أحمد عبدالوهاب نائب الحرم بكتابة مذكراته، أو حتى تسجيلها بإحدى وسائل التقنية لما تحمله ذاكرته من مرويات ومواقف عاشها منذ نشأته الأولى بقصر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالعزيز، ثم عمله رئيسا للتشريفات مع سموه واستمراره في العمل أيضا مع الملك فيصل تغمده الله برحمته رئيسا للمراسم الملكية، واستمراره بعد استشهاد الملك فيصل بن عبدالعزيز في العمل رئيسا للمراسم الملكية مع الملك خالد بن عبدالعزيز، والذي يقول معالي السيد أحمد: «إن سنوات حكمه عليه رحمة الله كانت سبع سنوات خضر»، ثم استمراره رئيسا للمراسم الملكية أيضا مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه والذي أفضل على معالي السيد بالموافقة على إعفائه، ولكنه عاد رحمه الله وتحدث معه في اليوم التالي هاتفيا مستدعيا إياه للحضور للرياض، فسافر على طائرة خاصة عادت به إلى جدة في ذات المساء، بعد أن شرف بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك فهد والاستماع لما طلبه من أجله دون أن يفصح به معالي السيد، رغم كثرة ما روى من جلائل الأعمال وعظيم المواقف للملك فهد عليه رحمة الله. وأعود فأقول: إن جميع من لقيت من كبار الشخصيات أو أصدقاء السيد أحمد يلح عليه في تدوين ذكريات تلك الأيام التاريخية التي عاشها في ظل وخدمة ملوك ثلاثة، غير أن معالي السيد يصر على: «أن قلوب الرجال صناديق الأسرار!» لكني بعد ما قرأت ما كتبه الأستاذ أحمد باديب بالعدد 33 من مجلة «جدة» وكان مما قال عنه: عرفته منذ أكثر من أربعين سنة، فكان إذا حدثته في السياسة وجدت سياسيا عريقا يعرف بطائن الأمور، وإذا حدثته في الأدب وجدت أديبا راقيا يحفظ من الأدب عيونه بما يسحرك. وإذا حدثته كصحفي وجدت عنده ما لا تجد عند أهل الصحافة، فهو مطلع على كل جوانبها ويعرف أغلب أهلها، أما إذا حدثته عن الذوق فلن تعرف شخصا أكثر منه ذوقا ورقيا في حديثه ومظهره ومجلسه. ثم ما علق به على ذلك معالي الدكتور محمد عبده يماني بعنوان «أحمد عبد الوهاب يستاهل» وكان مما قاله: «كان دائما علامة بارزة، وأنا ممن يعتزون بالسيد أحمد، فهو من الرجال الذين يألفون ويؤلفون، كريم في خلقه وفي معشره وفي بيته وفي لقائه مع الناس، وهو ذاكرة تاريخية لجوانب مهمة في حياة الملك فيصل، وكذلك الملك خالد والملك فهد، وحتى جوانب من تاريخ الملك سعود والملك عبدالعزيز رحمة الله عليهم جميعا، وذاكرة للأحداث التاريخية التي مرت بها البلاد وتستحق أن تسجل كأمانة لاطلاع الأجيال الحاضرة والقادمة عليها». والواقع أن كل هذا صحيح مائة في المائة، فالسيد أحمد رجل دمث الأخلاق، كريم السجايا يحب ويرحب بكل زواره بحفاوة بالغة رغم اختلاف درجاتهم الاجتماعية أو مكانتهم الرسمية ممن هم على رأس العمل، أو الذين قد أصبحوا من المتقاعدين، وكلهم يطرب بكل ما يسرده معالي السيد أحمد من مرويات وذكريات أجزم أنهم لو شكلوا لجنة منهم لكتابة مروياته التي سمعوها منه متفرقة، لقدموا للجيل الحاضر والأجيال القادمة صورة من التاريخ الذي لم يعد على وجه الأرض من معاصريه إلا قلة في مقدمتهم معالي السيد أحمد عبدالوهاب رعاه الله. إنني أرشح معالي الدكتور محمد عبده لرئاسة اللجنة بعضوية كل الأقطاب الذين يحافظون على حضور جلسات الخميس والأحد والثلاثاء بصالون معالي السيد أحمد.. فهل هم فاعلون؟! فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة