يتطلب تأسيس مشروع النهضة تفعيل دور المجتمع في التنمية، من خلال سحب الوقت الفائض الذي أسس لكثير من موانع النهضة. سحب الوقت الفائض لا يكون من خلال زيادة أعباء الحياة، وإنما من خلال خطاب وبرامج متخصصة لتوجيه الرأي العام تجاه التعليم والاقتصاد، ومن الصعب تحقيق ذلك دون إحداث تغييرات جوهرية في البنية التعليمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. تعليميا، يتطلب ذلك الاستفادة من الدول الرائدة علميا، كما هو الحال في التجربة الألمانية، والتي أسست نماذج مختلفة من التعليم العام تدعم تطوير البنية الذهنية للأجيال القادمة الألمانية، من خلال برنامج تطوير التعليم العام (المستقبل، تعليم ورعاية) والذي تمت تغذيته بقيمة أربعة مليارات يورو؛ لتطوير بنية التعليم لتغيير مسار التعليم، من التعليم لنصف نهار إلى التعليم لنهار كامل بهدف احتلال موقع متميز على الصعيد العالمي، ومن الصعب أن تنجح هذه التجربة لدينا ما لم يشعر الجميع، بمن فيهم الطلبة وأولياء أمورهم، بالعائد المباشر للتعليم على طريقة التفكير والتفاعل مع الحياة. على مستوى التعليم العالي، من المهم جدا التوسع في التخصصات التطبيقية التقنية والهندسية وضخ موارد مالية عالية على البحث العلمي، واستقطاب الكفاءات من جميع أنحاء العالم؛ لتكون مؤسسات التعليم العالي بوابة ابتكارات للاقتصاد الوطني، مما يعزز من فرص الإنتاج والتطوير التقني وخلق مزيد من التنافسية على المستوى الدولي، وكذلك تغيير في البنية الفكرية للمجتمع والتي يعتريها جزئيا الإحباط نتيجة الارتطام بالتقنية المتطورة بشكل مستمر، مما أدى إلى الاكتفاء باستهلاك التقنية. على مستوى التجمعات المهنية والتي غالبا ما تأخذ صبغة الجمعيات العلمية فيجب أن يتغير مسار عملها، فمعظمها لم يقدم نتاجا فكريا ملموسا، وإنما كانت أداة لترويج مجالس إدارتها دون أن يقدموا ما يفيد التجمعات المهنية، لذلك لا بديل عن توجيهها نحو الأبحاث والتطوير ومراجعة نتائج الأداء. إن واقع الإحصاءات الوطنية يشير إلى أن البطالة قد ترتفع بشكل كبير مستقبلا نتيجة ارتفاع عدد القوى البشرية في سن العمل دون فتح نوافذ اقتصادية للتوظيف، لذلك تأسيس معاهد تقنية عليا متخصصة خيار استراتيجي، شريطة أن يكون التعليم عالي الجودة يمكن من خلاله للطلبة تطوير قدراتهم الذهنية وتأهيلهم بشكل تقني احترافي يمكنهم من التطوير التقني والإنتاجي للمنتجات المتوافرة في أسواق الإنتاج والأسواق الاستهلاكية، وعلى أن تكون تلك المعاهد قادرة على تطوير الفكر الصناعي على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، وعندها سيتم توجيه المجتمع خلال عقد أو عقدين من الزمان نحو الإنتاج، ويرتفع الشعور الإيجابي بإمكانية الإنتاج والنهضة، وعندها ستتهاوى معوقات النهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كقطع الضومنة واحدة بعد الأخرى، نتيجة تغيير البنية الفكرية للمجتمع. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة