في ظل أحداث الشرق الأوسط المتغيرة يصبح علينا حتما أن نعمل على تغيير بوصلة القوى إقليمياً وعالمياً، فإيران وبعد تنصيب أحمدي نجاد رئيساً للمرة الثانية وحرصها على امتلاك سلاح نووي والسيطرة على الشرق الأوسط يصبح من المهم النظر إلى مستقبل المنطقة بجدية أكبر لتغير ميزان القوى بالمحافظة على التحالفات الدبلوماسية الحالية وفتح نوافذ جديدة للمساهمة في حماية مصالحنا الوطنية. امتلاك السلاح النووي يعد الشرارة الأولى لفرض النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي وهذا ما استفادت منه الهند، فبعد إطلاق الولاياتالمتحدة القنبلتين الذريتين على هيروشيما ونجازاكي بدأ الهنود بمباركة جواهر نهروا أول رئيس حكومة هندية بعد الاستقلال العمل على امتلاك سلاح نووي لحماية الهند من أي استخدام لتلك الأسلحة الفتاكة ضدها، ومنذ تلك المرحلة والهند تخطط لامتلاك سلاح نووي، وقد منعت الولاياتالمتحدة الهند من الحصول على حواسيب متطورة خشية من تطوير سلاح نووي ومع ذلك قام العلماء الهنود بتطوير مفهوم يدعى ابتكار الحرمان وتمكنوا من تطوير نوع جديد من المعالجات الحاسوبية بعقول هندية ليتمكنوا من تطوير بلادهم متجاوزين كافة الحواجز السياسية التي تفرضها القوى العظمى لسلامتها أو لاستمرار نفوذها أو كليهما. أما نحن عربيا اليوم فمن المهم أن نستفيد من تجربة الهند في فتح قنوات جديدة للعقول الوطنية فيمكن أن تتبنى الدولة معاهد بحثية تقنية تؤسس بمعايير عالمية لخدمة القطاع الخاص بحيث تساهم تلك المعاهد في تطوير البنية الفكرية للمخترعين السعوديين وإغداق الأموال عليهم ليتمكنوا من التركيز على صناعة ابتكارات تقنية متطورة ونقلها خطوة للأمام إسوة بالدول المتقدمة لتساهم تلك المعاهد في خدمة ابتكارات اقتصادية، وأمنية وعسكرية حسب متطلبات المرحلة وأهداف السياسة الخارجية للمملكة. فائدتنا من إطلاق معامل بحثية وطنية يمكن في إحداث حراك اقتصادي اجتماعي سياسي، فالحراك الاقتصادي يكمن في أن ينهض القطاع الخاص بعقول وطنية بدلا من الاعتماد على امتيازات التصنيع وفي نفس الوقت فتح أسواق جديدة أمام الصناعة السعودية محلياً وإقليمياً وعالمياً وضخ مزيد من الفرص الوظيفية أمام أبناء الوطن وبناته وبالإضافة إلى رفع مستوى دخل الفرد ودوران أكبر كمية ممكنة من النقود داخل الاقتصاد الوطني. سياسياً تغيير ميزان القوى في المنطقة وإحداث تغييرات في الأمن الإقليمي حسب مصالحنا الوطنية ونرتبط مع العالم بأوراق سياسية مختلفة تماما عما كانت سابقا. أما اجتماعياً فتكمن في اختفاء مظاهر الإحباط نتيجة لمعايشة المجتمع لقصص نجاح عربية وسينتج عنها تتغير ثقافة المجتمع وعاداته وممارساته. قد لا تحدث تلك التغيرات في لمح البصر ولكن ليس أمامنا خيار إلا أن نبدأ اليوم وندع المستقبل يتحدث عن ما تخبئه العقول السعودية من إمكانيات. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة