بدأت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في تنفيذ برنامج «مواجهة الغلو والتطرف وتحقيق الأمن العقدي والديني والفكري»، بتنظيم ندوات شهرية في المدن والمحافظات لأئمة وخطباء المساجد، تستمر لمدة عام، يحاضر فيها العلماء والدعاة والقضاة والأكاديميون في المملكة، بهدف التعريف بالأسس والمحددات لمفاهيم الوسطية، الأمن الفكري، الإرهاب، الغلو، والتطرف. وأكدت هذه الندوات التي أقيمت في مختلف مناطق المملكة أن هناك عدة أسباب للغلو والتطرف، أهمها: الجرأة على الإفتاء، سوء فهم النصوص، والجهل بالسياسة الشرعية وفقه الموازنات، وأن للوسطية أكثر من 30 خاصية. ففي منطقة الباحة، دشن وكيل إمارة المنطقة الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز سلسلة الندوات المقامة في المنطقة. وفي منطقة الجوف، أكد الأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء الدكتور محمد النجيمي، ورئيس المحكمة الجزئية في سكاكا الشيخ سعد العنزي في ندوة «الغلو.. الجذور والمنابع»، ومساعد مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية في المنطقة الشيخ عبيد الجلال، أن الانحراف الفكري يعد غلوا في الدين، وهو بمعنى التشدد ومجاوزة النص الشرعي، مشيرين إلى أن الغلو نوعان، اعتقادي؛ وهو أن الغلاة يعتقدون فيما هو جزء من الدين أو هو الدين كله، وعملي. وأشاروا إلى عدة أسباب إلى الغلو؛ أهمها: ضعف البنية العلمية، هشاشة الفكر، سوء فهم النصوص، الجرأة على الإفتاء، إبداء الرأي الشرعي دون مؤهلات، الجهل بالسياسة الشرعية وفقه الموازنات والواقع، شيوع الفساد العقدي، الانحلال الأخلاقي، تغييب دور العلماء، التآمر الدولي والعالمي على الإسلام، استثارة الشباب وتضليل أفكارهم، والغزو الإعلامي والفكري. وتطرقوا إلى أن أخطار الغلو، موضحين أن منها: اللجوء إلى العنف لمحاربة المفاسد، ارتكاب الأعمال التخريبية بالممتلكات العامة والخاصة، التصفيات الجسدية للمخالفين، وارتكاب العنف ضد غير المسلمين. وفي منطقة تبوك، أوضح عضو هيئة التدريس في جامعة تبوك الدكتور منصور الجاسر، وفي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور علي الشبل، والقاضي في محكمة تبوك الشيخ ماجد الشويمان، أن العدل هو الخيار الذي اختاره الله للأمة الإسلامية دينا وسلوكا وحياة، مشيرين إلى أن للوسطية 30 خاصية، منها: العدل على الكتاب والسنة، الاجتماع لا التفرق، الاستقامة مظهرا وسلوكا، عدم التصنيف، أو الظلم، أو التكفير بلا دليل، مؤكدين أن الله تعالى ميز الأمة الإسلامية عن باقي الأمم بالتزام المنهج الرباني. وفي محافظة المندق، نظمت ندوة بعنوان «دور خطبة الجمعة في تحقيق الوسطية»، حيث أوضح مدير إدارة الأوقاف والمساجد في المحافظة عبد الله الزهراني، أن الخطبة والمؤسسات التعليمية والمجتمعية تقوم بأدوار مهمة في بناء المجتمع، منها تحقيق الوسطية. وأشار المشاركون في الندوة، مدير مركز الدعوة والإرشاد في المحافظة الشيخ حسن بن جمعان، وعميد كلية القرآن في الجامعة الإسلامية سابقا الدكتور أحمد بن عبدالله العماري، ورئيس محكمة المندق الشيخ عبدالله الهويمل، إلى أهمية الإعداد الجيد لخطبة الجمعة، واختيار الموضوعات المناسبة للزمان والمكان والمجتمع، موضحين دور الدعاة في نشر الوسطية داخل المجتمع. وفي منطقة نجران، شهد وكيل المحافظة عبد الله القحطاني، و200 من الخطباء والأئمة الندوة الأولى في المنطقة التي تحدث فيها عضو الدعوة في منطقة القصيم الشيخ حمد الحريقي حول الأسس والمحددات لمفهوم الوسطية، الأمن الفكري، الإرهاب، الغلو، والطرف، حضرها عميد كلية الشريعة في جامعة نجران الدكتور عابد السفياني، ومدير عام الشؤون الإسلامية في المنطقة الدكتور صالح الدسيماني.