مساء الأحد الماضي، كنت في صالة الطيران الأجنبي في مطار الملك خالد، أنتظر إقلاع رحلتي عندما استل مسافر أوروبي يجلس على مقربة مني سيجارته وأشعلها لينفث دخانها في فضاء صالة السفر دون أي اكتراث بإشارة منع التدخين الموجودة على بعد أمتار معدودة من مقعده!!. في الليلة نفسها، كان مجلس الوزراء قد أقر لهيئة الطيران المدني وضع لائحة لتطبيق مرسوم منع التدخين في المطارات وهي اللائحة الغائبة التي كان غيابها سببا في تقاذف جهات عدة حكومية تعمل في المطارات، مسؤولية مراقبة ومنع التدخين ومعاقبة المدخنين !!. المسافر الأوروبي ليس كمسافري العالم الثالث الذين يخالفون الأنظمة؛ لأنهم تشبعوا بثقافة عدم احترام القوانين والتمرد عليها والبحث عن ثغراتها والتواري عن رقابتها، لا، هو إنسان نشأ على احترام الأنظمة والقوانين والتقيد بها بشكل تلقائي؛ لأنه يؤمن بأنها جزء من الشخصية الحضارية لمجتمعه!!. عندما يخالف إنسان ينتمي للعالم الثالث القانون، فإنه في الغالب يخالفه لافتقاره لثقافة احترام القانون، لكن ما الذي يجعل مسافرا أوروبيا يخالف القانون في مطار الملك خالد؟! أنا أقول لكم.. إنه الاستخفاف بنا وأنظمتنا.. إنه التعالي علينا وعلى قوانيننا.. إنه شعور الغطرسة الذي يجعله يظن أنه فوق القانون عندما يكون خارج العالم الأول.. وقبل هذا وذاك لأن أحدا لم يأمره بأن يطفئ سيجارته!!