تكتظ غرفة صغيرة في مطار الملك فهد الدولي بالدمام بالمدخنين، ..رؤية ضبابية صعبة ومعدومة في الوقت نفسه؛ بسبب كثافة الدخان المتصاعدة من أفواه المتواجدين، لم تجبرهم العقوبة على تركه لعدة دقائق داخل المطار، وهذا ما أكده مواطنون بأن قرار منع التدخين في المطارات إيجابي وندعو إلى تعميمه على القطاعات الأخرى والأماكن العامة. في غرفة «التدخين»، الكل في عجلة من أمره، زهيق وشهيق سريعين للانتهاء من العملية التدخينية، الكل صامت وينظرون بعضهم إلى بعض في دلالة تسائلية لا جواب لها، يقول أحدهم «العقوبة علمتنا الإهانة ولكن الشيطان يشجعنا على الاستمرار». بدأنا الجولة داخل المطار، بالغرفة المخصصة للمدخنين ومن ثم تجولنا داخل أروقة المطار، لعلنا نجد شخصاً مخالفاً يدخن، لم نجد، إلاّ أننا نسمع بين فترة وأخرى نداء مسجلاً من إدارة المطار يوضح المنع التام للتدخين داخله، ولكن لم يوضح العقوبات ولا الغرامات المالية التي تصدر بحق المخالفين، وهذا ما كنا نتمناه أن يكون التحذير مقروناً بالعقوبة عبر النداءات المسجلة. قرار المنع إيجابي ودعوة لتعميمه على الأماكن العامة وزيادة العقوبة أكثر من 200 ريال لا تفضيل وأوضح «م.خالد المزعل» -مدير مطار الملك فهد الدولي- أنّ القانون يطبق على الجميع، حيث شددت آلية العمل على منع التدخين داخل أروقت المطار وطرق تعامل إدارة المطار مع المخالفين، واتضح تسجيل العديد من الغرامات على المخالفين من مرتادي المطار والعاملين فيه دون تميز أو تفرقة، كما تضمنت الجولة رصد المدخنين داخل الغرف المخصصة وخارج مبنى المطار وتصوير اللوحات الإرشادية التي تمنع التدخين وموضح بها مقدار الغرامة. منطقة التدخين بمطار الملك فهد قرار حكيم في بداية الدخول من بوابة المطار، تسمع بين فترة وأخرى النداءات المتكررة والتي تحث على منع التدخين بالإضافة إلى اللواحات الإرشادية والتي انتقدها الكثير من المسافرون من حيث صغر حجمها، وطالبوا بالعديد من البرامج التوعوية لمنع التدخين نهائياً حتى في الغرف المخصصة للمدخنين، وأوضح «عبدالله الشراري» أنّ التدخين قتل العديد من شباب الوطن وساهم في هدر الكثير من الأموال وإحراقها وقرار منع التدخين داخل المطارات قرار حكيم، قائلاً: نحمد الله أصبحنا نتمتع بمكان خالي من التدخين، وهذا ينعكس إيجاباً على سمعة المملكة ومواطنيها بأن لديهم وعي حضاري كبير بأهمية احترام الأماكن العامة وعدم التدخين فيها. غرفة التدخين بالمطار واشاد زوار ومسافرون عبر بوابة المنطقة الشرقية بالتحفيز الذي أتبعه المطار لتجشيع الكثير من المدخنين على تركه، حيث خصصت إدارة المطار صناديق للتخلص من «البكت» علب الدخان والإقلاع النهائي عنه والعودة للحياة بلا تدخين من جديد. مواقف السيارات تنتهي العملية التدخينية في مواقف السيارات من بعض المسافرين؛ إلا أنّ إدارة المطار اقتنت ذلك ووضعت عن إحدى البوابات الرسمية المطلة على المواقف الرسمية للمطار لافتة أرضية كتبت باللون الأحمر توضح للمغادرين نهاية التدخين، وتلاحظ الأغلبية واقفون عند البوابات الخارجية يدخنون، سألنا أحدهم وهو المواطن «محمد الشمري» وقال: العقوبة ثم العقوبة، أتحمل البرد الشديد ولا تطبق في حقي غرامة تدخين لأنها «عار» حسب وصفه، نرتكب الخطأ والعادة السيئة أمام الجميع وفي أمان ومن ثم نعاقب عليها هنا واكتفى بقوله «مستحيل». لوحة تحذيرية توضح غرامة التدخين بالمطار لوحات إرشادية وطالب المواطن «علي الجلهمي» تكثيف الحملات الدعائية داخل المطار بهدف الحد من التدخين داخل الغرف المخصصة أو خارج المطار؛ إلا أنه قال: أشاهد أحياناً بعض الاشخاص يختلس المارة ويدخن، مضيفاً ونصيحتي لجميع المدخنين إذا يخاف من العقوبة المالية والتي تقدر بمبلغ 200 ريال وهو مبلغ بسيط، أتمنى أن يخاف على صحته لأن ثمن علاجها باهظ. وقال «الجلهمي»: نلاحظ قلة اللوحات الإرشادية، حيث إنّ مطار الملك فهد من أكبر المطارات ويحتاج للوحات إضافية، واستحداث شاشات تلفزيونية يعرض فيها أفلام عن ضحايا التدخين، موضحاً أنّ غرف التدخين بسبب ضعف التهوية فيها تخرج رائحة الدخان للمقاعد المخصصة للمسافرين بجوارها؛ إلا أنّ المواطن «سلمان» قال غرفة التدخين غير مناسبة والتهوية كذلك ضعيفة جداً، وتجد الغرفة تعج بضباب من الدخان والمدخن مبتلى، ويضطر للهروب من دفع الغرامة المالية إلى تحمل التدخين في هذا المكان غير المناسب، وحقيقة يحتاج الموضوع لإيجاد غرف مناسبة مثل الموجود في المطارات العالمية. مدخنون خارج المطار التدخين بشكل سري لاحظنا عدداً من المدخنين، يدخنون خلسة وبعيداً عن أعين الرقابة وخصوصا في الدور الأرضي من المطار والذي عادة يفتقد إلى الكثافة من المغادرين والمسافرين والمخصص لمحلات تأجير السيارات وخلافه، توجد «طفاية» التدخين وهذا ما يسميها كل مدخن؛ إلا أنّ الخوف من الغرامة المالية تجعلهم يدخنون بسرعة وبسرية تامة. علي الجلهمي عدد المخالفات وأوضح «د.خالد المزعل» أنّ الطيران المدني بالتعاون مع برنامج مكافحة التدخين بشئون الصحية وجمعية نقا لمكافحة التدخين نظم العديد من الحملة لتوعية بإضرار التدخين تهدف بالدرجة الأولى لضمان حقوق المسافرين والموظفين غير المدخنين باستنشاق هواء نقي يخلو من أي شوائب كالدخان الذي ينفثه البعض دون مراعاة لهم، وبدأت هيئة الطيران المدني بتاريخ 9/7/ 1431ه بتطبيق قرار منع التدخين داخل مطارات المملكة المحلية والإقليمية والدولية من خلال فرض مخالفة على المدخنين داخل صالات المطارات، حيث سجل مطار الملك فهد الدولي بالدمام خلال العام الهجري المنصرم عدد»965» مخالفة وشكل السعوديون منها «227» مخالف والأجانب عدد «738» مخالف، وطبقت المخالفة بحق «17» موظف من منسوبي المطار، موضحاً أن القرار مكن جميع المسافرين والزوار داخل جميع مطارات المملكة من تنفس هواء نقي يخلو من دخان السجائر وذلك بعد تطبيقه في كافة مرافقها تنفيذا للائحة التنظيمية لمنع التدخين داخل مطارات المملكة ومرافقها والتي اعتمدها رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني والصادر تاريخ 9/7/1431ه، ويقضي بفرض غرامة مالية قدرها 200 ريال على كل من يخالف قرار حظر التدخين بالمطارات. المسافر سلمان تقليص المدخنين وأضاف «المزعل» بأنّ حظر التدخين في الكثير من المرافق العامة ساهم في تقليص عدد المدخنين، حيث أصبح الكثير منهم يتضايق من التدخين في أماكن غير مريحة آو خارج المباني وفي الاجواء المختلفة، إضافة للملاحقة من قبل أمن المرافق العامة والمطارات لمنعهم من التدخين و فرض غرامات عليهم، تقدر بمبلغ «200» ريال، مؤكداً في الوقت ذاته أن جميع الجهات الحكومية والخاصة وشركات الطيران وشركات المناولة مسؤولة مسؤولية تامة عن تطبيق هذا القرار وتوعية منسوبيها بالامتناع عن التدخين في جميع مرافق المطارات. تحفيز منسوبيها وبين أنّ جميع المخالفات للائحة من مرتادي المطار ومن جنسيات مختلفة، وحرصت إدارة المطار على تحفيز منسوبيها على الإقلاع عن التدخين وفي حال رغبة الموظف بالإقلاع عن التدخين سيتم علاجه على نفقة إدارة المطار، موضحاً أن المطار تكفل بعلاج «8» أشخاص من منسوبيه خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى حرص إدارة المطار على تنفيذ بنود اللائحة وفرض غرامة مالية قدرها200ريال على كل مدخن بالمطار، وجاء في اللائحة التأكيد على إدارات المطارات على تطبيق العقوبات الواردة في اللائحة على الموظفين، والتي تنص على سحب البطاقات الأمنية من أي موظف أو عامل يخالف القرار على أن لا تعاد له البطاقة إلا بعد دفع الغرامة المقررة، وإبلاغ مرجعه لتحرير إنذار رسمي له مع أخذ تعهد خطي بعدم تكرار المخالفة بالإضافة إلى الغرامة المالية، وفي حال تكرار المخالفة من أي موظف سوف يتم سحب البطاقة الأمنية منه نهائياً. اللوحات التحذيرية وشدد «المزعل» على تأمين البيئة النظيفة والمحيط النقي؛ لكي يكون المطار مطاراً صحياً وخالياً من التدخين، وأن إدارته لن تتساهل مع الموظفين المخالفين للقرار داخل المطار الذين يفترض بهم أن يكونوا بالقدوة والواجهة الحقيقية للمطار، وقامت إدارة المطار بنشر لوحات تحذيرية باللغتين العربية والإنجليزية ووضعها في أماكن بارزة بالمطار، مع توضيح قيمة الغرامة المنصوص عليها على المخالفين، وإصدار التعاميم لجميع الجهات العاملة بالمطار للتنبيه على منسوبيهم بعدم التدخين في مرافق المطار، مع ضرورة التنبيه على كافة شركات الطيران للتنبيه على ركابهم بمنع التدخين بمجرد وصولهم على أرض المطار وإشعارهم بأن من يخالف ذلك سيكون عرضة للجزاءات. غرفة التدخين وقال «المزعل»: خصصت بعض الغرف الخاصة للمسافرين المدخنين داخل صالة المغادرة يتوفر بها مراوح شفط الدخان، وكذلك بعض اللوحات الإرشاديه بأضرار التدخين للحد من هذه الظاهرة المؤثرة على صحة الإنسان والملوثة للبيئة، كما بأن هناك إعلان صوتي بالغتين العربية والإنجليزية تذكر بمنع التدخين داخل أروقة المطار.