أكدت شركة الكهرباء أن الأسباب الرئيسة التي أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن بعض الأحياء في مدن الرياض، جدة، الطائف، ومكة المكرمة، تعود إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل قياسي ومفاجئ تجاوز ال 50 درجة مئوية في بعض المدن؛ ما أدى إلى خروج بعض محطات التوليد نتيجة زيادة الأحمال، وحمل مسؤول في الشركة تحدث ل «عكاظ» أمس، الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة مسؤولية عدم تمرير بلاغ ارتفاع درجة الحرارة إلى أرقام قياسية إلا قبل 48 ساعة، ما أدى إلى حدوث انقطاعات تتحمل الشركة مسؤوليتها، وأضاف أن غرف عمليات الشركة تلقت نحو 50 ألف بلاغ خلال الثلاثة أيام الماضية، وهنا أكد المتحدث الرسمي للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، أن الرئاسة أخطرت جميع الجهات بمؤشرات الحرارة وأنها ستصل إلى أرقام قياسية وذلك قبل نحو أسبوع، وأضاف «لدينا تقارير تؤكد تمرير البلاغ لجميع الجهات»، وفيما أبدى استغربه من تعليق المسؤول الذي قال بعدم وصول التقرير، زاد القحطاني «الجميع يعرف أننا في فصل الصيف ودرجات الحرارة ستكون قياسية فنحن في بلد مناخه حار». من جهته، أكد المهندس فؤاد الشريبي نائب الرئيس التنفيذي أن المعدلات التي كانت شركة الكهرباء تتوقعها لا تتجاوز 42 درجة مئوية، موضحاً أن درجة الحرارة كانت مفاجئة، وأفصح الشريبي أن الانقطاعات التي طالت بعض أحياء مدن المنطقة الغربية تم التعامل معها بجدية، وتمت إعادة التيار الكهربائي للمتضريين قبل الساعة الثانية ظهراً؛ أي بعد نحو ثلاث ساعات من الانقطاع، على أن القطوعات التي سجلت أمس بدأت في الساعة 12 ظهراً، تعاملت معها الشركة بتسيير فرق نجحت في إعادة الكهرباء لمعظم المتضررين في بعض أحياء المنطقة الغربية حيث عادت الكهرباء إلى السكان قبل الساعة الثانية من ظهر أمس. وتعهد الشريبي بمواصلة الشركة لأعمال التوسع في إضافة قدرات توليد جديدة بما يحقق مأمونية استمرارية الخدمة بالشكل الذي يرضي المستفيدين، وشدد على أن الارتفاع غير المتوقع في درجة الحرارة أدى إلى حدوث زيادة الأحمال فوق المتوقع حيث تجاوزت قدرة التوليد المتاحة والبالغة 11.5 ألف ميجا واط، وعن أعداد البلاغات التي استقبلتها غرف العمليات، أكد نائب الرئيس التنفيذي أنها كبيرة، مشددا على أنه يتم التعامل معها بجدية متناهية. ونبه إلى أن عدد المشتركين يتجاوز 5 ملايين مشترك على مستوى المملكة، يستحوذ سكان المنطقة الغربية على ما نسبته 40 في المائة من إجمالي المشتركين، مؤكداً أن عدد من تعرضوا لانقطاع التيار الجزئي أحمالهم لا تتجاوز 2 في المائة من إجمالي المستفيدين، وزاد «المؤكد والذي يجب أن يعرفه الجميع أن الشركة حريصة تماماً ألا تنقطع الكهرباء التي أصبحت من أهم عوامل الحياة عن أي مشترك في جميع أنحاء المملكة». وأكد أن درجة الحرارة التي شهدتها جدة خلال اليومين الماضيين لم تكن متوقعة إذ أن قياسات الشركة توقعت ألا تتجاوز درجة الحرارة 42 درجة مئوية، لكنها فاقت التوقعات وتجاوزت الخمسين درجة مئوية. من جهة أخرى، أبلغ «عكاظ» مسؤول في هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، أنه تمت مباشرة التحقيق في شكاوى قدمها مواطنون ومنشآت خاصة تضررت من انقطاعات الكهرباء خلال الفترة الماضية، وأفصح المسؤول الذي تحدثت إليه «عكاظ» أمس أنه لا يمكن الجزم بأحقية المواطنين ما لم تنته التحقيقات التي يجريها مختصون. وعن إمكانية تعويض المتضررين، أوضح أن العلاقة التعاقدية بين شركة الكهرباء والمستفيد من الخدمة «لا تتضمن شرطاً يلزم الكهرباء بتعويض المتضررين وخصوصاً عندما يكون الانقطاع خارجا عن إرادة الشركة نتيجة زيادة الأحمال مثلا»، لكنه استدرك بالقول «في حالة واحدة يمكن تعويض المتضرر أياً كان، إذا ثبت وجود تقصير وإهمال من قبل الشركة في تأمين الخدمة عندها يحق للهيئة الدفع بقرار يلزم الشركة بتعويض المتضرر وللمستفيد الحق في الحصول على الخدمة الكهربائية دون تمييز غير مبرر من مقدم الخدمة، طالما كان في وضع قادر على دفع التكاليف حسب المقابل المالي المعتمد، كما له الحق في الحصول على خدمة موثوقة يعتمد عليها بصفة مستمرة، وله حق الإطلاع على التعريفة المعتمدة التي تنطبق على الوضع». وعن آلية فصل الكهرباء شدد المسؤول على أنه لا يحق للشركة قطع الخدمة ما لم يتلق المستفيد إنذاراً مكتوباً من مقدم الخدمة بوجوب تسديد تلك المستحقات خلال فترة لا تقل عن عشرين يوم عمل، وأنه إذا لم يسدد تلك المستحقات بانتهاء المدة فإنه يحق لمقدم الخدمة قطع الخدمة عنه، وألا تقطع الخدمة عنه إلا إذا قصر في تسديد المستحقات عليه، بعد انقضاء مدة الإنذار المكتوب لتسديد تلك المستحقات، أو في حالة تعمد حصوله على الكهرباء أو زود بها شخصاً آخر دون إذن من مقدم الخدمة، أو عبث بأي جزء من المنظومة الكهربائية أو العدادات الخاصة بها.