منذ ما يزيد على أربعين عاما والأمة العربية تصحو وتنام على العنتريات والمتعنترين من إعلاميين وسياسيين، فإذا حصلت الهزيمة والكارثة أصبح اسمها الملطف «نكسة»، أو رفسة أو دفسة، وإذا حصل عبور محدود التأثير احتفلنا به عدة دهور، وإذا حصلت مواجهة مع العدو وكان قتلاهم سبعين وقتلانا ألفا وأربعمائة أي عشرين ضعف قتلى العدو سمينا ما حصل نصرا إلهيا، وأكدنا لمن حولنا إننا مشتاقون لمعركة جديدة حتى يكون لنا فيها نصر إلهي جديد!، وعندما يدمر العدو غزة ويقتل الآلاف من المحجوزين فيها.. تتوسع ابتسامات المناضلين القابعين في بعض العواصم العربية حتى تظهر أسنانهم الذهبية أشد لمعة مردفين ذلك بإشارة النصر لأن ذلك ما هو مطلوب منهم فعله مقابل الاستضافة.. حتى إشعار آخر! أما في وسائل الإعلام والفضائيات فإن العنتريات تكون على الهواء مباشرة حتى ليتخيل لمن يستمع «لعنتر» الجديد أنه سيغادر المحطة إلى الجبهة فور انتهاء تسجيل المقابلة معه وهو يردد قول الشاعر: فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا هذا ما يحصل من عنتريات على المستوى الإعلامي والثقافي والسياسي، أما ما هو حاصل على أرض الواقع فإن أحوال الأمة في تأخر وانحطاط حتى غدت أسوأ حالا من نساء تغلب: «نساء تغلب لا حلم ولا حسب ولا جمال ولا دين ولا نسب»!. لقد بلغت الأحوال من السوء حتى أصبحت بعض التنازلات المهينة التي قدمت من قبل للعدو مقابل صلح مهين نموذجا يحتذى ومطلبا بعيد المنال وقد استفادت بعض الأنظمة من تلك الأحوال فأصبحت تعلل فشلها في مجالات النهضة والإعمار والصحة والتعليم والتنمية، بأنه بسبب انشغالها بلقاء العدو، هذا إن هي استحت واعترفت بوجود قصور وتأخر، أما إن لم تستحي كالمعتاد فإن عنتريات المقاومة الكلامية يصاحبها ادعاءات بأن كل شيء على ما يرام وأنها قد أمسكت المجد من أطرافه. فلله در من أعلن ذات يوم عن وفاة الأمة دماغيا لأن واقعها يؤكد ذلك!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة