تركي.. شاعر أغنية أكثر من جميلة لطالما أدهشنا هذا الاسم وهو يزين بعطاءاته وإبداعاته ألبومات كبار فنانينا وفناني المنطقة بأغنيات مفعمة بالدهشة والصدمة والصور السوريالية عاطفيا في الديالوج الذي يدور بين عاشقين أضنى الوله والعشق أحدهما للدرجة التي يحادث فيه أحدهما نفسه وتتغير ضمائر المتكلم في ديالوج يتحول من حديث ثنائي إلى حوار مع الذات ليس غرورا بل ارتباكا وهذا ما حدث ويحدث في معظم نصوص هذا المبدع الخفي في أغنيتنا. خذ مثلا على العمق في هذا المنحى أغنية ماجد المهندس في ألبومه قبل الأخير: ليه أنا مجروح وأنا جارحك.. ليه أنا مشتاق وأنا تاركك ليه أنا ما ادري وأنا دايم أكيد.. ليه أنا مقبل وأنا دايم بعيد إلى أن يقول: ليه مو هذا اللي كنت أبيه.. ليه بعته وليه راجع اشتريه ليه كل شيء ناقص بلاه.. ليه ما يكملني سواه.. لا ضعت من نفسي أنا.. ليه لازم ألقاني معاه كل ما طرح باسم تركي مقترنا باسم طارق محمد ملحنا جعلني أشك في أن الاسمين لفرد واحد مزدوج العطاء يسكن وجدانه الشاعر والملحن والموسيقي المدرك لما يلامس شغاف ووجدان الناس ومشاعرهم و«والله أعلم بطبيعة الحال». ما يدهش في هذا الشاعر الفنان أنه يزهد في اللت والعجن في الحياة الإعلامية في عالم الفن التي يجيء معظمها كذبا وتدليسا.. ربما يحق لي هنا ترديد قول «وشهد شاهد من أهلها». تقف كثيرا أمام إبداعاته في الكلمة واللحن والتي كان منها أغنيات عديدة مع الراحلة ذكرى ومع فنان العرب محمد عبده ومع نوال الكويتية في فلسفة «أنت طيب» وأغنية «ليه ساكت» و«وين انتهي» و«مشتاق قالوا لي» التي كانت من الشوارد في الشخصية المزدوجة حيث لحنها خالد المخيني، ومع ماجد المهندس في عملين متواليين في ألبوميه الأخيرين وكثير من الأعمال مع عبدالمجيد عبدالله كان آخرها «هلابش» بتركيبتها الشعبية العجيبة ومنها أيضا «إنسان أكثر، احتاج أسالك، تمنيت، ما أذكر متى، لين شافوني، الخاين الكذاب، سلامتك حبيت» كذلك الأغنية اللوحة «هيبة ملك» التي شدا بها عبدالمجيد وأيضا أنغام. اجتهدت في معرفة الرجل لم أفلح؟! كل الذي عرفته كمعلومة عابرة من مجلة شعبية أن اسمه تركي بن عبدالرحمن بن سعد «أيضا والله أعلم». ربما يكون عامل عدم معرفتنا بهذا المبدع مباشرة هو تحول هذا المقال اليوم إلى مجرد سرد لإبداعات مبدع متوار دونما تقييم ورؤية شخصية عنه. كم كان بودي لو امتلكت أدوات هذا الجميل شعرا والمليء بمفاهيم الموسيقى. فاصلة ثلاثية: يقول المثل الإيطالي: الويل لبيت تصيح فيه الدجاجة ويصمت الديك. وقال فيلسوف: لا تجادل امرأة غاضبة فإنك بذلك تضيع وقتك. وقال ثالث: الزوجة كالدائن تتذكر كل ما قدمته لزوجها وقد لا تتذكر ما قدمه لها.