"هلابش" الأغنية الأحدث للمطرب عبدالمجيد عبدالله والأكثر تميزاً بصوته وبلكنة "ال شين"، أغنية أخذت من الجمال الكثير ومن الثقة أكثر، فكان عبدالمجيد فيها شخصية مختلفة على المستمع والناقد، المستمع الذي يهمه أن يعيش مع طرب وعذوبة هذا الصوت بأي شكل كان، والناقد الذي يهمه هذا التطور والثقة في إمكاناته وقدرته على كسب الجميع في كل حالاته، وبما يمتلكه من صوت وأداء يضاهي به جميع من هم على ساحة الغناء الخليجي والعربي. بالتأكيد الجميع "رابح" في هذه الأغنية (عبدالمجيد/الجمهور/النقاد) التي جاءت مكتملة الأضلاع، بوجود مهندسها المبدع دوماً الشاعر تركي وتوأمه الملحن طارق محمد، الذي أوجد نقلة كبيرة في "فكر" عبدالمجيد وتعاطيه مع الأغنية بجميع حالاتها منذ أول تعاون معه ووصولاً إلى الآن، فهناك نقلات مختلفة ومميزة ما كاد يفعلها عبدالمجيد لولا وجود الموهبة "تركي"، ولولا إيمانه بأن هذا الشاعر مختلف فكراً/موهبة عن غيره، حتى في أعماله التي جمعتهم سوياً هناك شيء مختلف وبصمة خاصة تميزه. وبالعودة لأغنية "هلابش" فنحن على يقينٍ تماماً بأن هذا الاختيار لم يكن عبدالمجيد هو صاحب القرار الأول فيه ولكن هناك مشارك ومحرض أكسبه كل هذه الثقة، خصوصاً إذا ما عرفنا كمية "التردد" و"الخوف" التي تسيطر على عبدالمجيد دوماً وفي كل أعماله، فكان بحاجة ماسة لمن ينقذه من هذا المأزق ويكون "محل ثقة" يستطيع استثمار هذه الإمكانات والموهبة، لتظهر لنا هذه الأغنية بجمالها "الجنوبي" الأخاذ.. هلابش حي من عاكس اتجاه الريح وجابش هلابش قد ما سوّى الوله فيني بغيابش علامش يا بعد كلّي عليّّه وما مش غير أنا وأنتي هنيّه وكل ما يمكننا وصفه عن تميز هذه الأغنية لا يمكن أن يجعلنا نغفل عن أمر مهم للمستمع/للناقد وهو منحها صفة "الرسمية"، حيث لا يمكن القبول بها كأغنية "سنقل" تطرح للأسواق لوحدها ضمن ألبوم خاص لا وجود فيه لأي أغنية أخرى, فلا مبرر لذلك، خصوصاً والجميع يترقب الألبوم الرسمي الكامل لعبدالمجيد والذي تفيد المؤشرات أن غيابه سيطول، إضافة إلى أن أن هناك كمية من أغنيات عبدالمجيد عبدالله التي تم تسريبها عبر الإذاعات ومواقع الإنترنت ونالت من النجاح الكثير، ومنها على سبيل الذكر فقط (روح الروح)، (القوس قوسك)، (حبيبي اللي سكن بالعين). ومع ذلك لم تحظ هذه الأغنيات بمثل الاحتفالية الخاصة التي حظيت بها "هلابش"، فهذه الأغنيات كمستوى فني أجمل وأقرب للمستمع منها للأغنية الجديدة؛ رغم وجود حرف "الشين" الجديد الذي قد يمنحها بعض التميز الذي لن يطول تقبّله. لو ذهبنا للناحية التجارية وقلنا بأن طرح أغنية "هلابش" للأسواق جاء برغبة من الشركة المنتجة روتانا لاستغلال جماهيرية النجم عبدالمجيد، فإن هذا لا يكفي لتبرير طرحها في الأسواق في ألبوم مستقل، فقد كان من المفترض أن يضم الألبوم أغنيات أخرى خاصة, أو أن يتم طرح الأغنية ضمن ألبوم منوعات مع مجموعة من المطربين. وكما هو معروف فإن مسألة طرح أغاني الجلسات والأغاني الخاصة بصفة رسمية ليست جديدة، خاصة إذا ما عرفنا أن المطرب الأشهر في ذلك هو المطرب راشد الماجد الذي يطرح أغانيه ضمن ألبومات تحوي العديد من الأغنيات وبما يعادل القيمة المادية التي تدفع من أجلها.. بعكس "هلابش" التي جاءت لوحدها في ألبوم خاص.