أستكمل حديثي عن بوابة الجحيم، وأذكر أن الحشيش والماريجوانا تبقى آثارهما في البول لمدة 30 يوما بعد تناول سيجارة واحدة منهما. ومن الآثار المدمرة للحشيش، فهو في واقع الأمر يؤثر على الجهاز المناعي، ويزيد الأمر سوءا بالنسبة لمرضى الإيدز، وله مخاطر سرطانية أكبر من مخاطر التدخين بسبب عناصره الكيميائية الضارة. والقنب الهندي من أقدم النباتات التي عرفت تاريخيا، حيث عرفها الإنسان منذ خمسة آلاف سنة، وأول من تداوله هم الهنود (السيخ) والصينيون (البوذيون) الذين تعاطوه للبحث عن النشوة في ملتهم، وعرفه الفراعنة منذ أربعة آلاف سنة، وفي القرن الخامس الميلادي وصل إلى المشرق العربي، وقد دخل إلى أوروبا بعد حملة نابليون على مصر، ولم يصل إلى أمريكا إلا في مطلع القرن ال19. أما في أوروبا فتختلف الدول الأوروبية في طريقة التعامل مع الأمر، ويؤكد «توني بلير» رئيس وزراء بريطانيا الأسبق أن منع استخدام القنب سيوفر على الدولة 1.6 مليار جنيه إسترليني. وللقنب الهندي أو الحشيش آثار عقلية وصحية واجتماعية واقتصادية، نذكر بعضا منها، فقد حددها العلماء في الآثار العقلية ومنها ما يسبب حالة من النشوة التي قد تصل إلى الهلوسة ويقتل الخلايا الدماغية للمخ ويعتبر جسرا هاما وبوابة الجحيم إلى أنواع المخدرات الأخرى، ويصيب الشخص باضطراب في الإرادة والحكم على الأشياء، كما يسبب فقدانا للذاكرة القصيرة، ويؤثر على الذاكرة البعيدة ويصعب معه أي نوع من التعلم أو التركيز، ينتاب المدمن حالات من الفزع أو الاضطراب المرضي. ومن الآثار الصحية والجسمانية، فإن الاستمرار في تدخين الحشيش قد يؤدي إلى مشاكل صحية عديدة، منها: آلام الصدر، صعوبة التنفس، الالتهابات الرئوية المزمنة، والسرطانات بأنواعها، خاصة سرطان الرئة، وعند النساء يؤدي إدمانه إلى تقليل الخصوبة، واضطرابات في الدورة الشهرية، وزيادة واضحة في شعر الوجه، حيث تزيد نسبة الهرمونات الذكرية التستوستيرون Testosterone . أما عند الرجال قد يؤدي إدمانه أيضا إلى تقليل الخصوبة، والعجز الجنسي، وقلة في الحيوانات المنوية، إضافة إلى ذلك الحشيش يؤدي إلى قلة الأوكسجين في الدم وانخفاض في ضربات القلب وزيادة الإحساس بالفزع وإحمرار العين وجفاف الحلق والفم والميل إلى الدعة والرقود. ومن الآثار الاجتماعية ينتاب المدمن حالة من الضياع فهو إنسان دائم البحث عن المال، مما قد يعرضه للمتاعب والمشاكل الأسرية التي تتفاقم، ولا يجتمع حوله إلا أصدقاء السوء، وذعر دائم من الحياة الاجتماعية، وعدم التجاوب مع الآخرين والفشل الدائم في الحياة العملية وأخيرا المطاردة الجنائية. وبسبب كل هذه الآثار المدمرة، بدأ المجتمع الغربي يتحدث عن أن الملاذ الحقيقي لمن يحاول المحافظة على نفسه من خطر الإدمان، هو الرجوع إلى الدين، والبحث عن الصحبة الصالحة والقدوة المفقودة، والرجوع دائما إلى الوالدين، وهي نبرة جديدة على هذه المجتمعات غير المسلمة هي التي اليوم تدعونا للتمسك بديننا الحنيف أكثر وأكثر قبل أن نرى الجحيم من بوابة الجحيم في قوله تعالى «لترون الجحيم» الآية.. وللحديث بقية. * استشاري الباطنية والسكري (فاكس 6079343) للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة