تثير قضية تولي المرأة منصة الإفتاء الرسمي جدلا دائما يتكرر في كل اجتماع علمي أو فقهي خصوصا في الآونة الأخيرة ومع تكرر الحديث عن هذه القضية وأهميتها انقسم العلماء والفقهاء حول أحقية المرأة بتولي هذا المنصب من عدمه مختلفين في العلة والسبب فمنهم من يرى أن هذه القضية تخص الرجال وحدهم كونها منصبا إداريا بحتا ولا يناسب مع طبيعة المرأة، والقسم الآخر يشدد على أنه ليس هناك امرأة كفء تستطيع استلام زمام الفتيا بشكل عام، وفي المقابل يرى فريق آخر أن المرأة قادرة على تولي منصة الإفتاء في ظل وجود نساء مؤهلات قادين على ذلك، (عكاظ) استطلعت آراء العلماء حول القضية فكانت الآراء التالية: للنساء فقط الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله (عضو اللجنة الدائمة للإفتاء والبحوث سابقا): «الأصل أن المرأة تفتي النساء، فإذا كان لها علم فإنها تكون مدرسة كما هو الواقع وتفتي النساء ممن يسألنها أو اتصل بها من أخواتها، أما أن تصبح مفتية على الرجال فإن هذا غير صحيح فهي نهيت عن أن تتولى الولايات الظاهرة» يجوز الإفتاء الدكتور أحمد الريسوني (الخبير الأول بمجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة والأستاذ في جامعة محمد الخامس بالرباط سابقا): «القول بأن إفتاء المرأة من الولايات العامة يعتبر من المخترعات حسبما أراه، فالفتوى علم والمرأة بقدر علمها تفتي، وإذا كان لها من العلم مثلما للرجل يمكنها أن تفتي». توفر الأهلية الدكتور خالد عبدالله المصلح (عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة في جامعة القصيم): «منصب الإفتاء هو منصب إداري لذلك يتعذر على المرأة استلامه بالرغم من أنه لا يوجد حذر شرعي في إفتاء المرأة في حالة وجود توفر الأهلية الشرعية لها». لا موانع الدكتورة مريم بنت راشد التميمي (أستاذة الفقه وأصوله في جامعة الملك فيصل في الأحساء): «المرأة والرجل في طلب العلم الشرعي لا يختلفان، وإن كان الغالب فيمن يتقلد الإفتاء والاجتهاد هم الرجال، لكن هذا لا يمنع من أن تصل المرأة إلى هذه الرتبة، وخير ذلك على ذلك السيدة عائشة رضي الله عنها؛ حيث كانت تفتي وتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما وصلت السيدة عائشة رضي الله عنها إلى هذه الرتبة العالية إلا بعد أن تتلمذت وتعلمت على يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم».