عمري 20 عاما، مشكلتي لا أعرف كيف أحلها فأنا أشعر أن الكل يكرهني ولا أحد يحبني، وقد عانيت الكثير من الآلام، وأنا لا أعرف لمن أشتكي، ولكني أصبحت أرسم وصار الرسم الطريقة الوحيدة التي تريحني، أنا شخصية اجتماعية فرفوشة جدا، أحب الحياة قوية أحل مشاكل الآخرين، ويعتمد الآخرون على آرائي، ومع ذلك أنا محطمة بكل معاني التحطيم، ووحيدة، ولا أجد غير البكاء، أبي يريد أن يزوجني من شخص عمره أكثر من 40 عاما، عنده أولاد أكبر مني ولكن لديه مال، لم يفكر أحد بسعادتي، وأشعر أن كل من حولي يكرهني، ومشكلتي الثانية خلافاتي الدائمة مع إحدى صديقاتي التي تغيرت أحوالها معي لأني لم أطاوعها في بعض الأمور. وليت الأمور توقفت عند ذلك الحال بل حتى معلمتي التي كانت أقرب الناس إلى نفسي والتي كنت أمازحها في كل وقت، تغيرت معاملتها معي رغم استمرار علاقتنا، الأمر الذي جعلني انتقل إلى مدرسة أخرى، لكن بعض زميلاتي في المدرسة السابقة شوهن سمعتي إلى درجة جعلتني أكره المدرسة وأكره البيت، ولا أعرف إلى أين أذهب، ولا أعرف ماذا أفعل. رجاء جدة إصرارك على أن الجميع من أهل بيتك يكرهونك إصرار لا أجد له مبررا على الإطلاق، أما إصرار والدك على تزويجك من رجل كبير السن لا تريدينه فأمر لك الحق في الاعتراض عليه، ولكن في رسالتك ما يشير إلى أنك تهتمين بمن هم خارج المنزل أكثر من اهتمامك بمن هم داخل المنزل، فأنت على علاقة صداقة بزميلة الدراسة التي سببت لك كل هذا الأذى كما تشيرين في رسالتك، وقد زاد اهتمامك بمعلمتك التي تغيرت معاملتها معك ومع ذلك لا زلت تتواصلين معها، في حين أن علاقتك بأهل بيتك ضعيفة على ما يبدو وتتهمينهم بأنهم يكرهونك، وسؤالي لك هل حاولت التواصل مع أمك، وعرفت سبب التباعد بينكما؟ هل حاولت التواصل مع شقيقاتك؟ وخالاتك وعماتك وبعضا من بنات عائلتك؟ لماذا هذا الاهتمام الكبير بآخرين تذكرين في رسالتك إنهم آذوك وسببوا لك السمعة السيئة؟، وإذا كانت معلمتك التي لازلت تتواصلين معها تقدرك فلماذا لا تتواصل مع مديرة المدرسة الجديدة وتوضح لها أن ما يشاع عنك غير صحيح؟، الواضح يا ابنتي أنك اندفاعية في عمل العلاقات مع الآخرين، وبعد أن تقوم العلاقة بينك وبين الآخرين وتقف على أقدامها يبدو أنك تتوغلين بها إلى الحد الذي يضايق من أمامك، والدليل على ذلك أنك تذكرين ضيق معلمتك منك لمزاحك معها، وهي معلمتك، أي أن الفارق في العمر والمكانة والدرجة العلمية كبير بينكما، إلا أنك على ما يبدو تنسين كل هذه الفوارق وتتعاملين معها باعتبارها زميلة لك، وهذا أول ما يجب أن تعدليه في سلوكك مع من حولك، ومن غير المستبعد أن يكون هذا أحد أسباب ضعف العلاقة بينك وبين أهلك مما دفعك للخروج في علاقاتك إلى المحيط الخارجي، ومع ذلك لم تنجح هذه العلاقات، أما عن زميلتك فيبدو أنك وقعت معها فيما وقعت به مع معلمتك، بمعنى أنك تعمقت في العلاقة إلى حد كبير ودون ملاحظة الحدود، حل المشكلة ليس باتهام الآخرين، ولكن بمواجهة بينك وبين مديرة المدرسة الجديدة، والطلب من المعلمة إن كانت علاقتكما سوية الوقوف إلى جانبك لإيضاح ما تم تشويهه، وعليك التركيز كثيرا على الارتفاع بمستواك الدراسي والمشاركة في أنشطة المدرسة، والابتعاد عن عمل علاقات باندفاع.