أبلغ من العمر 19 عاما. مشكلتي أني تعرفت على شاب عن طريق أحد رفاقه، ومال لي ميلا شديدا بشكل لا يمكن أن يتصوره أحد، ادعى في البداية أنه يحذرني من سحر كاد أن يصيبني، ثم تطورت العلاقة بيننا إلى علاقة حب، ومن شدة حبه لي كان لا يرفض لي طلبا، بل يلبي كل مستلزماتي الدراسية واحتياجاتي، صرف فيها مبلغا باهظا، وكان له فضل كبير على نفسي، لكن مشكلتي الكبرى معه أنه من شدة حبه لي صار يغار ويخاف بصورة غير طبيعية، حتى أنه يمنعني من الخروج من المنزل ومن حضور الأفراح والمناسبات، ومنعني أيضا من مخالطة أقربائي، تصرفاته جعلتني أدخل في دوامة من المشاكل وقررت الابتعاد عنه، وهنا تغيرت معاملته معي، وصار يطالبني بكل ما صرفه علي ويقول لي «أعطيني حقي»، رغم أن ما قدمه كانت هدايا لي!. كيف أتصرف معه، خاصة أنه يهددني بفضح علاقتنا عند أسرتي وكل معارفي؟ هدى مكةالمكرمة ألست معي في أن حالتك ينطبق عليها قوله عز وجل: (وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)، أول خطوة هي الاعتراف لأهلك عن العلاقة بينكما، وبإمكانك الاستعانة بوالدتك فهي الأقرب للوقوف بجانبك ومساعدتك في التغلب على هذه المشكلة. فهذا الشاب، ومن خلال ما جاء في رسالتك يبدو لي أنه ليس سويا على الإطلاق، والمقدمات التي بدأها معك لا تعدو أن تكون مبررات للسيطرة عليك، وتنفيذك فيما بعد لما يريده منك، سواء كان ما يريده منكرا أو حتى خضوعا لتوجيهاته وتعليماته، وهذا ليس حبا كما ذكرت؛ لأن الحب في أساسه عطاء والمحب يبحث عما يسعد محبوبه وليس عما يسبب له الكدر أو الوقوع في المحرمات، أما كونه صرف عليك هذا المبلغ الكبير وهو قد قدمه كما ذكرت كهدايا أو ربما كرشوة لك كي تطيعيه فيما يفكر فيه، فإذا ما فكر في تهديدك وإبلاغ أهلك بعلاقتكما فهو لا يملك ما يهددك به، وإذا أراد أن يقاضيك فلا يملك الدليل على مقاضاتك فأنت لم تقترضي منه هذا المال، ولكنه كما ذكرت قدمه لك على هيئة هدايا، وبالتالي ليس له عندك شيء، وإذا أراد أن يذكر ما قدمه لك أمام الناس وأنه قد تفضل عليك بتلك الهدايا فهو يسيء لنفسه أكثر مما يسيء لك، وإن كانت بعض هذه الهدايا لا تزال متاحة فأعيدها له وتخلصي منها، وأفضل ما تفعيله أن تهمليه تماما وتتركي أمره وراء ظهرك وانتبهي لشؤون حياتك وتعلمي من هذه التجربة ما يفيدك.