طالب عائض هادي القحطاني (والد طفل تثليث) الذي توفي أخيرا، إثر نزلة معوية ألمت به أثناء نقله من مستشفى تثليث العام (100 كيلو متر، شرقي بيشة) إلى مستشفى خاص، وزارة الصحة بمنع سفر الطبيب المعالج لابنه والتحقيق معه. وبرر والد الطفل محمد مطالبته بأن ابنه رحل نتيجة إهمال الطبيب المشرف على علاجه، كما سمح بنقله إلى مستشفى آخر لإكمال العلاج، ما عرضه خلال الطريق لنزلة معوية أودت بحياته بعد وصوله المستشفى الخاص بأقل من ساعة («عكاظ» 27/ 4/ 1431ه). وأكد والد الطفل أن الطبيب المشرف على حالة ابنه لم يشخص الحالة بشكل جيد، بدليل «كتابته لأمر خروج ابني، رغم تدهور حالته الصحية، ولم أكن أنا راضيا عن الخروج، لكنني لم أستطع مقابلة الطبيب لإبداء رأيي حول ذلك». وأبدى والد الطفل اعتذاره للجميع عن عراكه مع الطبيب، «لكن فراق ابني أحرق قلبي»، مشيرا إلى أن صورته لم تفارق مخيلته لحظة، وهو يتذكر حالة الإهمال قبل وفاة فلذة كبده، كما أنه أراد بذلك إيصال صوته لمسؤولي الصحة. وفي هذا الصدد، أشار عائض القحطاني إلى أنه كتب شكوى لوزير الصحة، ولم يُتخذ على شكواه أي إجراء، كما رفع شكوى مماثلة لمدير صحة بيشة، ولم يتخذ أي إجراء، مضيفا إلى أن تجاهل صحة بيشة لشكواه وقبلها الوزارة، زاد من ألمه وأشعل نيران فراق ابنه. ويمضي القحطاني: «إن العراك مع الطبيب قادني للتوقيف في قسم شرطة تثليث، وبعد خروجي مباشرة أبلغني والدي أن إدارة المستشفى والطبيب طلبوا منه أن أتنازل عن دعواي التي رفعتها للوزارة مقابل أن يتنازل الطبيب عن دعواه ضدي في العراك، الذي لم يصب فيه بأية جروح، كما أن تقرير المستشفى لم يحدد مدة شفاء الطبيب؛ لأن العراك كان بسيطا جدا». وخلص القحطاني بالقول إن ابنه الراحل محمد هو الابن الثاني له بعد سلطان، وإن محمدا كان يتمتع بصحة جيدة، وإن له مكانة خاصة لدى والديه وجده. يشار إلى أن فصول القضية بدأت بتوقف جماعي عن العمل للكادر الصحي من أطباء وعاملين في مستشفى تثليث العام (100 كيلو متر، شرقي بيشة) انتقل على إثرها مدير الشؤون الصحية في بيشة الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن الشهري إلى محافظة تثليث وبحث مع الكادر الصحي في المستشفى الأسباب التي أدت إلى اتخاذهم هذا الموقف، مشيرا إلى أن الكادر الصحي المتوقف سيصدر في وقت لاحق بيانا عن الأسباب التي دعتهم لاتخاذ هذا القرار. وتوصلت «عكاظ» إلى الأسباب الحقيقية وراء التوقف، التي تعود فصولها إلى 18 من ربيع الأول الماضي، بدخول الطفل محمد عائض القحطاني مستشفى تثليث العام؛ إثر إصابته بنزلة معوية تلقى العلاج داخله لمدة أربعة أيام، سمح له الطبيب المعالج بعدها بالمغادرة، إلا أنه فارق الحياة أثناء نقله لمستشفى خاص في أبها.