يدرك وزير الثقافة والإعلام، وهو الرجل المثقف خطر الفنون البصرية في تشكيل الثقافة، ويدرك هذا أيضا وكيل الوزارة المكلف للشؤون الثقافية الدكتور عبد الله الجاسر، فالفنون البصرية اليوم هي حامل القيم والتوجيه، التشاركي للعقل الجمعي لأي مجتمع، وكما يدرك الوزير، والوكيل، يدرك الجميع أننا نستهلك من فنون الآخرين الكثير دون تنمية للتقنيات التي ترفع من شأن الثقافة البصرية لدينا لحمل قيمنا المتسامحة المعتدلة لمجتمعنا، وأن فراغ الفنون فتح الباب للتعصب، والتطرف، واكتئاب الحياة العامة. الأربعاء الماضي نشرت «عكاظ» تصريحا لوزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبد العزيز خوجه في (ملتقى قراءة النص) يقول فيه «الشعر أبسط، وأسهل من أن يحصر في نقد غير مفهوم، وأنه، أي الوزير، سعد كثيرا عندما علم بأن الملتقى هذا العام يتناول الشعر، فقد أيقظ الشعر الذي يسكن وجدانه.» من جانبي تمنيت أن الشعر البصري (المسرح والسمعي) كان قد سكن وجدان الوزير ليخرج المسرح، والموسيقى إلى النور كما نريدهما، ولكن المفرح أنه في نفس الصحيفة، وقبل يومين من تصريح الوزير، في(9 مارس 2010 م) جاء على لسان وكيل وزارة الثقافة والإعلام المكلف للشؤون الثقافية، أن المسرح السعودي في تطور مستمر، لكننا بحاجة إلى رسم خريطة طريق تتضمن تأسيس بنية تحتية لمراكز ثقافية، وهذا الأمر من ضمن خطط الوزارة، ومن المتوقع أن تشمل المراكز المسرح، كما أننا بحاجة إلى تشجيع المواهب وصقلها وتنفيذ برامج تدريبية، ولكني أقول هنا إنه من المفرح أن الوزارة سوف تلتفت للمسرح الذي هو في أزمة وجود، وتجاهل منذ خمسين سنه عند تعرف السعوديون عليه، وأولى أزمات المسرح عدم وجود كلية فنون تمده، وتمد الثقافة البصرية بكوادر متعلمة تستطيع سد الفراغ الحاصل الآن، فتطور الفن يبدأ بتطوير مؤسساته العلمية، وقبل تطوير المباني المسرحية التي ذكرها سعادة الوكيل، والشريك الفعلي في تأسيس بنية علمية للفنون البصرية هي الجامعات، وبالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام، ووزارة الخدمة المدنية لتأسيس بنية صحيحة مدعومة بعنصر بشري قادر على النهوض بالفنون في إطار مجتمعنا، وقيمنا. الثقافة البصرية، وعلى رأسها، المسرح ضرورة في نهضتنا اليوم، فلن نبقى عالة على فنون الآخرين، في زمن تتقابل فيه الثقافات عبر فنون البصر، وتتحطم القيم بسوء الفهم، ويملأ العقل التحديث بدون أسس من جذور الثقافة الأصلية للوطن، وقد حاولنا مرارا التنبيه لخطورة استهلاك فنون الآخرين في غياب فنوننا، وحذرنا من أن يكون إنتاج القيم بمجتهدين لا يعون البعد الثقافي للمجتمع، وخطورة بث أنماط وقيم لا يفهمون أبعادها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة