الثقافة المنسية عن اهتمام وزارة الثقافة والإعلام، وكما جاءت في آخر قائمة عرض الثقافة مقولات ومنشورات معرض الكتاب، هي ثقافة العصر البصرية (المسرح والسينما) مع تجاهل تام لثقافة الموسيقى الراقية، لكن معالي وزير الثقافة والإعلام وهو المثقف البارز ميز في خطابه الذي ألقاه في معرض الكتاب على استحياء أهمية هذه الثقافة الشبابية ووصف جيل الشباب بأنه أكثر وعيا ومعاصرة من الجيل القديم فيما يتلقاه عبر الوسائط الحديثة، وهو بهذا يقر الثقافة البصرية، وأهميتها في حياة الجيل السعودي الجديد الذي يبلغ (70%) من عدد المجتمع السعودي، فهو يفقد كل اهتماماته من مسرح وسينما، وموسيقى لسبب مدارة الواقع التقليدي الذي يهمش هذه الفنون. نظرتنا نحن الجيل القديم لثقافة الكتاب، وثقافة الفرد (الشعر والقصة والفكر) تتراجع جماهيريا أمام ثقافة البصريات الحية، أو المنقولة عبر فديوهات اليو تيوب بكل جودة الصنعة البصرية من مؤسسات الثقافة أو اجتهادات الأفراد، والتلفزيون التقليدي محليا وفضائيا لا يرضي الحاجة الماسة لثقافة بصرية نوعية تملأ هذا الفراغ الثقافي القيمي لسوء منتج التلفزيون من الناحية الاحترافية والقيمية، فأصل التشارك البصري مسرح، وسينما هو مجال إشاعة القيم المرغوبة ونبذ القيم غير المرغوبة، وأثرها حسب الدارسين لا يقاس بثقافة النخبة القارئة؛ لأنها لغة بصر وهي الأكثر تأثيرا من عشرات الكتب، بل إن الكتب النادرة، وما يأتي من الثقافة النخبوية يمكن أن يصل للجمهور العريض عبر هذه الثقافة التي يتجاهل تنميتها المسؤولون في وزارة الثقافة، ويضعونها في أسفل القائمة. التلفزيون التقليدي الذي اعتبر بديلا للثقافة البصرية والموسيقية لم يعد يفي بالحاجة، أو يغني عن الثقافة المباشرة والتشاركية للخيار الشخصي مثل المسرح والسينما المهمشين إرضاء للعقل التقليدي، مع أن مسرح الشباب التفاعلي له الأثر الكبير إذا صنع بماهيته الصحيحة، والسينما بإبهارها، وقدراتها التقنية هي الأقدر على ترسيخ القيم المرغوبة، نبذ القيم غير المرغوبة بأسلوب لا تقدر عليه أية وسيلة أخرى من الوسائط، وإن كان يضاف هذا اليوم لهذا الإعلام إعلام الفرد عبر الإنترنت، هنا نقول إن الشباب مختطف كلية عن الوسائل القديمة. لقد تم تجاهل الثقافة البصرية، وخطفت ميزانياتها لمسلسلات التلفزيون قليلة المضمون، وتوجيه ميزانيات الإعلام للبث التقليدي دون تخصيص ميزانيات للإعلام البصري المتقن وتهميش المسرح والسينما وهي الأكبر أثرا. للحد من ثقافة الغير التي أخذت الحيز المفرغ من ثقافتنا، علينا أن نرفع المسرح والسينما وحفلات الغناء والموسيقى من آخر القائمة إلى واجهة الاهتمام الثقافي بدعمها بكل ما تحتاج من مال، وحماية، ورعاية حتى تقف على قدميها قوية، فنحن مؤهلون لنملك أكبر أستوديوهات العالم ونحارب بقوة ثقافتنا لنبعد المنتج الرديء الحالي، ونضمن إنتاجا إعلاميا يفرض نفسه بالقوة بصفتنا الآن نتجه لعالم المعرفة باتجاه التنمية الشاملة، وهذا، كما يعرف الجميع، جانب اقتصادي مربح للمستثمرين بالترفيه وكل ما يلزم لقيام صناعات فنية بصرية (مسرح سينما وغناء) هو الحماية التامة للمنتج والتوزيع، بالحرية الكافية. هل تعلم يا معالي الوزير أن المنتج عندنا إلى الآن فردي لم يصل إلى مستوى مؤسسة، أو شركة قادرة على فرض صناعة صحيحة في أي مجال من المجالات البصرية إذا استثنينا إنتاج محطات الفضاء الكبرى المحمية الكبرى ذات التمويل المرتفع. هل تعلم يا معالي الوزير أن المنتج الفرد لا يملك القدرة لينتج ويبيع بل هو فرد معدم يأخذ التعميد من وزارتكم أو أي مؤسسة تلفزيونية فضائية ليبدأ عملية الإنتاج، وضيق يد المنتج يجعله يفقد الطاقات الجيدة، ولا يستطيع أن يستمر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة