كالعادة تزهق الأرواح، وتظل الجهات المعنية تتبادل أصابع الاتهام. بالأمس فقدنا العشرات في سيول جدة، وكان الإهمال سيد الموقف، حتى إن القيادة العليا في الدولة وجهت بصرامة التحقيق والمحاسبة حرصا منها على أرواح البشر. قصة إهمال جديدة، ضحيتها طفل لم يتجاوز عمره ست سنوات، بدأت قصته المأساوية بعد أن وقع والده على دعوة قدمتها المدرسة للقيام برحلة إلى أحد مراكز الترفيه، تحمل عبارات الحرص والخوف على طفلهم لكن للأسف كل ذلك كان حبرا على ورق، فبمجرد أن دخل الطفل إلى المدينة المتهالكة غابت الرقابة والاهتمام من قبل المشرفين على الرحلة، وكذلك العامل الوحيد الذي استقدم ليقوم بدور خارق يتمثل في مراقبة ومتابعة وتشغيل وصيانة الألعاب. هي يد الإهمال التي قتلت الطفل الحكمي، وفجعت والديه بفقده حيث أمنوا عليه، لم يكن هذا الحادث الأول في مدن الإهمال الترفيهي المكتظة بالألعاب المتهالكة التي يتم استيرادها بعد انتهاء عمرها الافتراضي ويعاد تأهيلها وصيانتها على يد العمال من الجنسيات الآسيوية ممن لا يحسنون سوى هز الرأس في إشارة إلى مقدرتهم على التعامل مع كل شيء. بكل أسف تحولت مدن الألعاب إلى هاجس وكابوس في ظل الإهمال وغياب الرقابة من قبل ملاكها والجهات المعنية بتحقيق اشتراطات السلامة فيها. فهد البقمي