هطلت أمس وأمس الأول، أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية على محافظة طريف، شملت المناطق القريبة من المحافظة كجبل أقرن، أم وعال، القزيز، شعيب طريف، وشعيب القبر، سالت على إثرها الأودية والشعاب، ووصل منسوب الأمطار إلى 13 ملم، في سابقة لم تشهدها المحافظة منذ أكثر من عشر سنوات. واستقبلت مديرية الدفاع المدني في طريف، أكثر من 40 بلاغا من بينها احتجاز سيارات بعض المواطنين، تعاملت معها شعبة الأمن والسلامة في المديرية بقيادة النقيب عبد الله الطرقي، والتعامل معها بسرعة في سحب المركبات العالقة وسط السيول، ومساعدة الأسر داخلها، ولم تسجل حالات خطرة على الأرواح سوى نزلات البرد في بعضهم، نتيجة مكوثهم لفترة أمام سياراتهم العالقة في بطون الأودية والشعاب، راجعوا عقبها مستشفى طريف العام. وكان الدفاع المدني في طريف، قد شرع منذ بداية هطول الأمطار في توعية المواطنين ومنهم المسافرون على طريق الشمال الدولي بضرورة الحذر والحيطة، وعدم النزول لبطون الأودية والشعاب لخطورتها، فيما نفذت بلدية طريف عملية سحب لتجمعات المياه من داخل شوارع الأحياء السكنية والأرصفة ومن داخل البيوت. وكان موقع الأرصاد الجوية قد أشار في موقعه أمس، إلى وجود تشكيلات من السحب على شمالي وشرقي المملكة اليوم، وتشمل عرعر، طريف، سكاكا، والقريات مع فرصة لهطول أمطار، فيما تظهر السحب الركامية على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية؛ الطائف، الباحة، وعسير مع نشاط في الرياح السطحية على شمالي وغربي ووسط المملكة، مثيرة للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية، تمتد حتى منطقتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وتشمل الأجزاء الساحلية منها. إلى ذلك، غمرت سيول وادي الرديعانية في محافظة طريف شوارع الأحياء وبعض مدارس الحي الشرقي من المدينة، إثر هطول أمطار غزيرة في المحافظة، ما دعا إلى تدخل آليات الدفاع المدني لفتح مجرى للسيل المتدفق داخل الأحياء، فيما أغلقت دوريات المرور مداخل الشوارع التي يمر بها الوادي. وأوضح ل«عكاظ» رئيس بلدية طريف المهندس عبد الله الدهام الذي كان في جولة على بعض المواقع في المحافظة أن بلدية طريف تنفذ حاليا وبتوجيهات من المقام السامي، دراسة لوضع حلول عاجلة للأودية التي تشكل خطرا على المدن وعلى حياة الناس وممتلكاتهم عموما، وسيتم رفعها قريبا، مشيرا إلى أن المقاول بدأ التنفيذ الفعلي لشعيب الرديعانية وهو أكبر الأودية المارة بالمحافظة. من جهته، طالب المواطن عواد ميس، وهو من سكان أحد الأحياء المتضررة، بحل عاجل وإنقاذهم من السيول التي دهمت منزله ومنازل جيرانه وتسببت بفزع وهلع للأطفال، فيما أشار المواطن فايز قاسم إلى خطورة السيول على الأطفال الذين تخلفوا عن الذهاب إلى المدارس بسبب تجمع مياه السيول حول منازلهم، نتيجة عدم وجود نظام جيد لتصريف مياه الأمطار. إلى ذلك، بين المواطن ساير شتيوي أنه استنجد بالدفاع المدني لتخليصه من مياه الأمطار التي اقتحمت منزله دون استئذان.