لم يعد الهاتف من أدوات التجمل أو الكمياليات، وإنما هو إحدى الضرورات التي لا يمكن لكائن من كان أن يستغني عنها وبالذات المريض الذي يرقد في المستشفى. فمن خلال الهاتف يمكنه الاستنجاد بالطبيب، أو الاستشاري الذي عادة لا يتواجد في المستشفى على مدار الأربع والعشرين ساعة. بل إن المريض قد يحتاج للهاتف من أجل الاتصال بذويه إن مسه الضرر أو احتاج لرعاية لا توفرها له الممرضات. لذا كان مستغرباً من إدارة مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة إلغاء خدمة الهاتف في جميع غرف ووحدات التنويم بذريعة رصد مكالمات تعرضت فيها مريضات إلى معاكسات. وقد شمل القرار وفق ما نشرت «عكاظ» على صفحاتها الأولى يوم الخميس 2/4/1431ه سحب أجهزة الهاتف من 500 مريض داخل المستشفى. وتذكر «عكاظ» أن مدير المستشفى الدكتور محمد الأيوبي برر الإجراء الجديد بأنه قد جاء بعد رصد اتصالات معاكسة المريضات المنومات، ومكالمات للمرضى مع ذويهم بعد الثانية عشرة ليلا. ثم يضيف «أن هذا الإجراء تم حرصاً على توفير أجواء الراحة، وأنه جرى اعتماد رقمين للاتصالات الداخلية تم استحداثهما أمام كاونتر التمريض فقط». إجراء عجيب وتبرير أعجب، فإن المريض المنوم على السرير كيف يمكنه السير إلى كاونتر التمريض ولمجرد الاتصالات الداخلية؟ لقد كان بامكان المستشفى بدلا من سحب الهواتف من 500 غرفة مريض أن يربط الهاتف بسنترال يتحكم في إيصال المكالمات أو حجبها، أما سحب الهواتف وإلغاء خدمة لم يعد بالإمكان الاستغناء عنها فإنه لأمر عجب! إن شكوى أهل المدينةالمنورة عامة تتركز في ضعف أداء مستشفيات المدينةالمنورة وحتى المستشفيات الخاصة منها بكل أسف؛ فلا معدات طبية حديثة، ولا خدمة عامة على المستوى المطلوب، بل ولا حتى أطباء بالكفاءة والعدد الذي يغطي الاحتياج. أفلا يكفي هذا ليأتي إلغاء خدمة الهاتف ليزيد الطين بلة؟! وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد نشرت «الرياض» في عدد الثلاثاء 30/3/1431ه: أن مدير عام المراكز الصحية في وزارة الصحة واستشاري طبيب الأسرة الدكتور عصام الغامدي أوضح أن من أهم الأسباب المعيقة لتطبيق البرامج المثلى للرعاية الصحية يكمن في أن معظم مباني المراكز مستأجرة بنسبة 81 في المائة هي غير مناسبة من ناحية استيعابها لخدمات الرعاية الصحية الأولية التي تتوسع خدماتها عاما بعد عام. ويضيف الدكتور الغامدي: أن هذه المراكز التي بلغ عددها 2086 مركزاً صحياً موزعة على أرجاء المملكة وقد مضى على استئجار معظمها أكثر من عشرة أعوام ووصلت حالتها إلى درجات غير مقبولة من النواحي الإنشائية والعملية مما سبب عزوف الأطباء والطبيبات والفنيين السعوديين العمل في المراكز الصحية. والسؤال الذي يفرض نفسه: وما الذي يفرض الاستمرار في البقاء في هذه المباني التي لم تعد ملائمة للعمل؟ إن الطبيعي أن تكون مباني مراكز الخدمة الطبية من منشآت وزارة الصحة ليتم تجهيزها بحسب متطلبات العمل في المدينة أو القرية. ولئن تعذر إنشاؤها في خطوة واحدة، فليكن ثمة برنامج لإنشائها على مراحل. أما المباني المستأجرة فإن الأمر أيسر من أن يشكل مشكلة وذلك بالاستبدال الفوري للمباني التي لم تعد في حالة مقبولة كما ذكر الدكتور الغامدي بما جاء في حديثه، فما أكثر المباني التي يبحث أصحابها عن مستأجر إن في المدن أو القرى أو حتى الهجر. أعود لما بدأت به فأقول: إنها مواقف مستغربة إن بسحب الهواتف من غرف المرضى في مستشفى الملك فهد في المدينة، أو الاستمرار في استئجار مبان غير لائقة للمراكز الصحية؟. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة