لم يتوقع 40 ممرضًا وممرضة من العاملين بمستشفى أحد بالمدينة ممن رفعوا شكواهم للشؤون الصحية، مفندين معاناتهم مع مكتب التمريض وقراراته التعسفية “ردة الفعل” من قبل “صحة المدينة” التي قامت بإحالتهم إلى للتحقيق بحجة إثارة البلبلة وتشويه سمعة المستشفى. وكان الممرضون والممرضات قد استهدفوا من شكواهم الجماعية -تحتفظ المدينة بنسخة منها- تحقيق الصالح العام بوصفهم جزءًا من نسيج المستشفى؛ لافتين إلى النقص الواضح في عدد من الخدمات، التي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال وكذلك وجود “معوقات” تتسبب بدورها في تدني مستوى الخدمة الصحية المقدمة للمريض، التي تنعكس سلبا على سمعة المستشفى. وقد اشتملت شكوى الممرضين على أكثر من “30” ملاحظة، إضافة إلى العديد من الملاحظات الموجودة في الأقسام الأخرى، والتي ترتبط ارتباطا مباشرًا بالتمريض والمريض على حد سواء.. “المدينة” التقت بالعديد من الممرضين ممن رفضوا ذكر أسمائهم تخوفا من القرارات التعسفية التي قد تطالهم كما طالت غيرهم -على حد قولهم-. تدرج الشكاوى عدد من مقدمي الشكوى قالوا ل “المدينة”: إننا نستهدف بشكوانا الصالح العام فقط، والدليل توقيع أكثر من “40” ممرضا من ذوي الخبرة على الملاحظات التي رُفعت لإدارة المستشفى سابقا وأرسلت نسخة منها إلى المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة. وأضافوا: إن شكوانا لم تتهم أحدا بعينه، ولكنها من أجل إصلاح أخطاء قد تنعكس سلبا على المريض ذاته؛ منها خلو المستشفى من قسم تنفس اصطناعي متكامل ورفض صحة المدينة الارتقاء بمنسوبي قطاع التمريض بإدخالهم دورات تأهيلية بحجة حاجة المستشفى لنا، كذلك إلغاء صلاحيات رؤساء التمريض في الأقسام الطبية من ناحية الإجازات الاضطرارية والتعويضية والسنوية، بالإضافة إلى الراحات الأسبوعية، وكذلك تدخل إدارة التمريض بشكل مباشر في ذلك وعند حدوث خلل ما تتم مسائلة رئيس التمريض بالقسم ،وايضا إرغام التمريض الجديد ونقل التمريض القديم للعمل في أقسام لا تتناسب وإمكاناتهم الفنية والنفسية؛ فعلى سبيل المثال هناك من يرغب العمل بقسم الطوارئ ويتم وضعه في أحد الأقسام الداخلية مثل الباطنية أو العيون أو العناية المركزة، وهم لديهم الخبرة الكافية للقيام بالعمل بقسم الطوارئ، وذلك يعتمد على خبرتهم الطويلة بهذا القسم على أساس عقاب لخلافات في العمل سواء “شخصية أو فنية” وهذا ما لوحظ في الآونة الأخيرة. لا غرف لنا وأكمل الشاكون انه لا توجد غرف خاصة للتمريض بالأقسام لوضع المتعلقات الشخصية أو حتى تغيير الملابس الملوثة بسوائل المريض أو غير ذلك، وتدخل الأطباء -غير المبرر- في عمل التمريض الخاص بهم فقط لا بالمريض مثل الجداول أو توزيع المهام بالقسم حتى ملاحظات التمريض بالنسبة للمريض، وذلك بسبب عدم وجود الحصانة من قبل إدارة التمريض، التي من الواجب أن تجمعهم أثناء تأديتهم لواجباتهم العملية، مما أدي إلى تسرب التمريض إلى أقسام إدارية أو حتى إلى الانتقال إلى منشآت صحية أخرى. وألمح الشاكون إلى قيام التمريض بعدد كبير من المهام للأقسام الطبية الأخرى ليست من ضمن الوصف الوظيفي التابع للتمريض الصادر من وزارة الصحة، مما يؤثر على الخدمة المقدمة للمريض ومنها يتم سحب الدم بواسطة التمريض وكذلك العينات المخبرية الأخرى ويتم إرسالها بواسطة التمريض أيضا وكذلك جلب النتائج عند صدورها يتم بواسطة التمريض أيضا، كما يتم إسناد “التشييك” على الأدوية الموجودة بالقسم على عاتق التمريض، على الرغم من أنها من أساسيات عمل فني الصيدلية، وتتم معاقبتهم في حالة وجود خلل ما وكذلك عند ما يتم تحضير الأدوية بالصيدلية يرغم التمريض على “التشييك” مرة أخرى على الطلبية، حيث لوحظ وجود نقص في عدد كثير من الأدوية. الأشعة وصحة المريض كما تضمنت الشكوى تأخير طلب المرضى للفحوصات الإشعاعية المطلوبة حسب نوعها من قسم الأشعة بشكل عام، حيث إن بعض هذه الفحوصات تحتاج إلى تحضيرات كثيرة ومتعبة للمريض على سبيل المثال: الأشعة التليفزيونية للمعدة ويجب أن يكون المريض في هذه الحالة صائمًا، والأشعة التليفزيونية للحوض يجب أن تكون المثانة ممتلئة. وكذلك لا يتم عمل الأشعة للمرضى في جميع الأقسام بالنسبة للمرضى غير القادرين على الحركة مما يضطرهم إلى أخذ المريض لقسم الأشعة وبالتالى جلب جميع المعدات الخاصة بهم معهم وذلك مما يوثر سلبًا على صحة المريض وراحته، كذلك يقوم الممرضون بجميع المدخلات في الحاسب الآلي من أدوية ونقل للمرضى وإخراج المريض من القسم وإدخال بيانات المريض كذلك وهي ليست ضمن مهام الوصف الوظيفي، حيث إدخال البيانات العامة للمريض ومتابعة حالة الدخول والخروج تتم بواسطة كاتب الجناح أو السكرتارية الطبية حسب وصفه الوظيفي، كما أن طلب الأدوية وجرعاتها يجب أن تتم بواسطة الطبيب. تعامل الأطباء وتضمنت الشكوى بعض الملاحظات على تعامل الأطباء مع التمريض، حيث تتم معاملتهم من قبل الأطباء كمستخدمين، حيث إنه يتم طلب مستلزمات الكشف على المريض من أقنعة وقفازات من التمريض لجلبها لهم، بالرغم من تواجدها أمامهم ولا يقومون برميها في أماكنها المخصصة لها مما يؤدي إلى توجيه شكاوى للتمريض وخصم من رواتبهم بخطأ لم يرتكبوه، وكذلك أُرغم التمريض على كتابة نماذج التحليل المخبرية والأشعة ونماذج الدواء والقيام بعمل ببعض الإجراءات الطبية وهي ليست من مهام التمريض مثل تركيب القسطرة البولية، الأنبوبة المعدية وسحب عينات الغازات الشريانية، وقال الممرضون: أثناء المناوبات في بعض الأحيان يتم إلقاء مهمة متابعة حالة المريض الطبية على عاتق التمريض، حيث يقوم الطبيب المناوب بالاتصال فقط ليطمئن على حالة المريض الصحية ولا يقوم بفحصه وقد تكرر ذلك من المناوبين وبعض الاستشاريين وهناك أخطاء طبية حدثت بسبب ذلك وعوقب بها التمريض ناهيك عن الأوامر الشفهية هاتفيًا أو شخصيًا غير الموثقة كتابيًا التي يقومون بها ويجب على التمريض عملها وذلك لمصلحة المريض وذلك مما يخالف أنظمة المستشفيات. عشوائية القرارات وتهميش الكوادر المؤهلة أبرز نقاط الشكوى * نقل وإعفاء مشرفي الأقسام بدون سبب واضح أو مقنع *عدم وجود اتصال مباشر مع التمريض واجتماعات دورية معهم لمعرفة احتياجاتهم *عدم وضع خطط محددة للرقي بسير العمل التمريضي بالمستشفي *البحث والتقصي عن الأخطاء وأن كانت صغيره وعدم الالتفات للنجاحات * عدم تواجد رئيسة التمريض والانتظار لفترة طويلة لمقابلتها وإنهاء معاملاتهم * التدخل في قرارات رؤساء الأقسام بطريقة مباشره مما يؤدي إلى تهميش دورهم * المؤهلات العلمية لدى أعضاء أدارة التمريض لا تتناسب مع الوظيفة. * عدم اختيار الأشخاص المناسبين لقيادة التمريض للأقسام التمريضية إصدار القرارات بشكل عشوائي مما يؤدي إلى عواقب وخيمة تؤدي إلى تدهور مستوى العمل التمريضي * وجود كوادر ذات مؤهلات أعلى من رئيسة التمريض وحاصلات على بكالوريس تمريض ويعملن في مراتب أقل * الحرمان من الدورات التأهيلية التي تستهدف الارتقاء بممرضى “ أحد “ * الحرمان من الإجازات بحجة عدم وجود البديل أو حاجة المستشفى إليهم *عدم التعويض عن الإجازة ماديا أو بأخرى بديلة * تكدس أكثر من "30" موظفا من التمريض في الأقسام الإدارية * قيام عدد من ذوي الخبرات والكفاءات بمهام لا تمت للتمريض بصلة “الصحية ” تتقاعس عن الرد.. و المدينة تنتظر 6 أيام “المدينة” حاولت الاتصال بالناطق الإعلامي للمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة سعيد الغامدي للاستفسار عن شكوى الممرضين، ورد الصحة حيالها، ولكن تعذر الرد، ومن بعد أرسلت «فاكس» وتم استلامه من قِبل الناطق الإعلامي سعيد الغامدي قبل 6 أيام ولم يصل الرد إلى الآن، كما علمت «المدينة» من مصادرها أن خطابات تم توجيهها من قِبل إدارة المستشفى لقسم التمريض بالكامل بعدم التعامل مع الصحافة، أو التحدّث إلى الصحفيين.