عمدت بلدية بيشة إلى إنشاء مجسمات في الميادين الرئيسية، كل تلك المجسمات أثارت عدم رضا بعض سكان المدينة وعلى الأخص قائدي المركبات، إذ يرون أنها لم تراع السلامة المرورية وتحولت إلى أماكن تصطاد الأبرياء من قائدي السيارات بسبب علوها الذي يؤدي إلى حجب رؤية الطرق مما دفع ببعض السائقين إلى المطالبة بإزالتها والاستعانة بإشارات ضوئية بديلا عنها. وفي ذلك يقول محمد سعيد الغامدي «جئت لزيارة الأهل في بيشة عن طريق البر وتفاجأت بدخولي في ميدان به مجسم مرتفع يحجب الرؤية قرب كلية المعلمين، والتقاء الطريق بذلك الميدان يسمح للسائق بالاستمرار في السير بسرعة فائقة دون التوقف أو تخفيف السرعة ولابد من تدخل عاجل من الجهات الرسمية وفي مقدمتها البلدية والمرور لإزالة المجسم أو تخفيض ارتفاعه حتى لا يحجب الرؤية، مع زيادة قاعدته وتحديد محيطه بحيث يجعل قائد السيارة الداخل إلى الميدان يخفض سرعته مجبراً حتى لا تقع حوادث مميتة» . من جانبه انتقد عبدالله الشهراني وضعية المياديين «المجسمات» وقال: على أي أساس أنشئت وعملت؟ فإذا كان الهدف منها جماليا فلتوضع في أماكن أخرى غير التقاء الطرق والشوارع واستبدالها بإشارات ضوئية، أما إذا كان الهدف هو ضبط حركة سير السيارات والعمل على انسيابيتها والتقليل من حوادث المرور فيها، فكان الأولى من البلدية أخذ رأي المرور فهي الجهة المسؤولة عن السير. ونحا ذات المنحى مع قائدي المركبات مدير المرور في محافظة بيشة المقدم ظافر بن سعيد القرني إذ أكد أنه ومن خلال الدراسات التي أجراها المختصون في المرور تبين أن غالبية الميادين في محافظة بيشة غير متوافقة مع أنظمة السلامة المرورية، ولا تساهم في انسيابية حركة السير، وانتقد المقدم القرني تصميم الميادين لغرض التجميل، وانعدام فائدتها للجانب المروري، حيث لا تسمح باحتواء المركبات بداخلها بشكل دائري، مما جعل تلك الميادين مسرحاً حافلا بكثرة الحوادث المرورية، ورأى مدير مرور بيشة تعديل وضع ارتفاعاتها حتى لا تعيق الرؤية عند قائدي السيارات، ووعد المقدم القرني بإيجاد الحلول بالتعاون مع البلدية بما تجعل تلك الميادين ميادين سلام للحركة المرورية وانسيابيتها، مطالباً في الوقت ذاته من قائدي السيارات توخي الحذر عند الدخول للميادين، والتقيد بأنظمة المرور، وعدم التهور بالدخول من الطرق والشوارع الفرعية بسرعة، وإعطاء الحق لمن هو بداخل الميدان بالمرور ثم مواصلة السير. من جانبه أكد رئيس المجلس البلدي في بيشة سياف بن محمد بن لزهر إن المجلس أوصى في إحدى جلساته بتشكيل لجنة مشتركة من المرور والبلدية، لعمل الدراسات اللازمة للشوارع والتقاطعات والميادين، ووضع الحلول المناسبة لها، مشيراً إلى أنه تم تزويد الجهتين «البلدية والمرور» بصورة من هذه التوصية لتفعيلها على الواقع. من جانبه وعد رئيس بلدية بيشة الدكتور فيصل الصفار بتحسين وضع الميادين، مؤكداً أن جميع الحالية خاضعة للدراسة، والبلدية مستعدة للتعاون مع الجهات ذات العلاقة بما يكفل سلامة الحركة المرورية ومستخدمي الطرق والشوارع. وأشار المهندس الصفار إلى أن البلدية صححت نسبة كبيرة من مشكلة ميدان كلية المعلمين مما ساهم في انخفاض الحوادث في الميدان بنسبة كبيرة.