رغم حرص أهالي بيشة على ارتياد الحدائق مساء كل يوم للبقاء فيها فترة طويلة للتنزه قد تمتد من قبل المغرب حتى الحادية عشرة ليلا، إلا أن الحدائق تفتقد للكثير من الخدمات والصيانة والمعدات والتجهيزات.. حدائق تنتظر منذ فترة طويلة لتزويدها بملاه للأطفال، مظلات تحميهم من حر الشمس، فلا أحد يستطيع زيارتها إلا في الفترة المسائية فقط. ورغم افتقار تلك الحدائق للخدمات إلا أنها تشكل أهمية خاصة للأهالي في ظل انعدام المدن الترفيهية التي تنعم بها معظم مدن المملكة. ويكشف الساكن في بيشة أو العابر لها، أن جميع ميادينها وشوارعها وطرقاتها نفذت بشكل سيء يفتقر لأدنى المواصفات الواجب توفرها عند تنفيذ أي مشروع، والأدهى والأمر أن تقريرا أصدرته إدارة المرور في المحافظة، يؤكد أن تلك الميادين غير متوافقة مع أنظمة السلامة المرورية ولا تساهم في انسيابية حركة السير. وانتقد تقرير المرور تصميم الميادين لغرض التجميل وانعدام فائدتها للجانب المروري، حيث لا تسمح باحتواء المركبات بداخلها بشكل دائري، ما جعل تلك الميادين مسرحا حافلا بالحوادث المرورية. يقول سعود علي الشهري (أحد السكان): يلاحظ أن حدائق بيشة تفتقر لملاهي الأطفال وإن وجدت في بعضها فهي شحيحة وتحتاج لصيانة، كما أن معظم تلك الحدائق لا توجد فيها دورات مياه أو بوفيهات أو جلسات خاصة للعائلات، والإنارة فيها ضعيفة للغاية ما يضطر المتنزهون للخروج منها مبكرا. الاستثمار السياحي من جانبه، طالب سعيد فهد الشهراني بلدية بيشة باستثمار هذه الحدائق سياحيا والاهتمام بمرافقها وتوفير أكشاك فيها لبيع المستلزمات من طعام ومشروبات، وتوفير جميع الأدوات التي تحتاجها الأسرة عند خروجها للتنزه. أماكن للشباب واقترح إبراهيم الغامدي تخصيص مكان للشباب أسوة بأماكن العائلات بدلا من دخول العزاب إلى الحدائق بالقرب من أماكن العائلات ما يسبب إزعاجا لها، لافتا إلى أن بعض الشباب يأتون للحدائق لأهداف غير نبيلة وغير حضارية. زيادة الألعاب وأكد الطفل بندر الشهري (11 سنة) أن عدد الألعاب في الحديقة غير كاف للأطفال، وطالب بزيادتها ليتمكن جميع الأطفال الاستمتاع بها بدلا من أن تكون بهذا الشح، وقال «كثيرا ما يتشاجر الأطفال فيما بعضهم البعض حول مدى أسبقية كل واحد منهم للاستمتاع بلعبة وحيدة لا تستوعب رغبات جميع الصغار». غياب التنظيم وأكد سالم ناصر البيشي أن كثيرا من الحدائق الموجودة في المحافظة تفتقد للتنظيم والتخطيط السليم، وتحتاج لكثير من الاهتمام وبنائها وتخطيطها من جديد باستثناء حديقة واحدة وهي حديقة الملك عبدالله التي تحتاج هي أيضا لمزيد من الاهتمام غير أن سواها يحتاج لإعادة البناء من جديد. تعسر ولادة منتزه استبشر سكان بيشة ومراكزها ال14 وأكثر من 360 قرية وهجرة، بولادة أول منتزه في المحافظة يعد أكبر منتزه من نوعه في منطقة عسير، وذلك حينما أعلن عن اعتماد المشروع عام 1428، وخصصت له أرض جنوب المحافظة على طريق بيشة الخميس (30 كيلو مترا جنوبيبيشة) بمساحة إجمالية تصل ل84 مليون متر مربع. تأمين مدينة ترفيهية وعبر عدد من أهالي بيشة عن أسفهم لتأخير تنفيذ مشروع منتزههم اليتيم، وقال عامر الشهراني: نضطر لشد الرحال إلى مدينة أبها كل شهر وأحيانا في يومي الخميس والجمعة للبحث عن المنتزهات الغائبة عن محافظتنا. وبحسب ما أكده سكرتير المجلس المحلي في بيشة شجاع بن ناصر السبيعي، أن أمير عسير أثناء ترأسه لجلسة المجلس المحلي اليوم سيناقش حاجة المحافظة لإقامة مدينة ترفيهية متكاملة لأهميتها لسكان بيشة التي يتجاوز سكانها مائتي ألف نسمة، إضافة إلى خدمة المحافظات المجاورة عن طريق مشروع تتبناه وزارة الشؤون البلدية والقروية. من جهته، أكد مدير عام الزراعة في بيشة المهندس سالم القرني أن المشروع رفع لوزارة الزراعة لاعتماده قريبا، متوقعا بدء تنفيذه العام الجاري، مبينا أنهم سوروا 11 كيلو مترا من المشروع بسياج حديدي لمنعه من التعديات، مشيرا إلى أنه تبقى 11 كيلو مترا جاري العمل على تسويرها، وزاد سورنا ما يصل ل177 مترا من مساحات الغابات والمراعي في مراكز تبالة، الثنية، العبلاء وقرية الفيض، حفاظا عليها من التعديات. منتزه جديد وكشف ل «عكاظ» رئيس بلدية بيشة الدكتور فيصل الصفار، عن مشروع منتزه جديد في بيشة بالقرب من جبل الصايرة البيضاء، يشتمل على مظلات وألعاب أطفال، مجهز بالإنارة وغيرها من الخدمات الأخرى، مشيرا إلى أن المقاول استلم المشروع وسيبدأ في تنفيذه قريبا لإكماله في عام كامل. ووعد الصفار بتحسين وضع الميادين، مؤكدا أن البلدية مستعدة للتعاون مع الجهات ذات العلاقة، بما يكفل سلامة الحركة المرورية ومستخدمي الطرق والشوارع، مشيرا إلى أن البلدية صححت نسبة كبيرة من مشكلة ميدان كلية المعلمين، ما ساهم في انخفاض الحوادث المرورية في الميادين بنسبة كبيرة. وأضاف فيما يخص الحديقة المجاورة للمستشفى القديم: هناك بعض الإشكاليات مع المستثمر وتعمل البلدية حاليا على حالها، مشيرا إلى أنهم بصدد إنشاء سبع حدائق جديدة ضمن ميزانية العام المالي الحالي في أحياء المخطط، المطار، جنوبالمدينة، إضافة لمرحلة تطوير حديقة الملك عبدالله من خلال إعادة عمل الأرصفة وتأمين الإنارة وغيرها من الخدمات الأخرى. الميادين والحوادث أثارت المجسمات التي أنشأتها بلدية بيشة في الميادين الرئيسية، عدم رضا بعض سكان المدينة وعلى الأخص قائدي المركبات، إذ يرون أنها لم تراع السلامة المرورية، وأصبحت أماكن خطرة تصطاد الأبرياء من قائدي السيارات بسبب علوها الذي يؤدي إلى حجب رؤية الطرق، ما دفع ببعض السائقين للمطالبة بإزالتها والاستعانة بإشارات ضوئية بديلا عنها. وفي ذلك أشار ناصر الحارثي، إلى أنه يمكن أن يتسبب المجسم المرتفع قرب كلية المعلمين في وقوع حوادث شنيعة، خصوصا للمركبات التي لا يدري سائقوها خطورة هذا المجسم، مضيفا «خطورة هذا الميدان تكمن في وجود مجسم مرتفع داخله يؤدي لحجب الرؤية، حيث إن التصاق هذا الطريق بالميدان يسمح للسائق بالاستمرار في السير بسرعة فائقة دون التوقف أو تخفيف السرعة، ما يؤدي لوقوع حوادث مرورية شنيعة، ولابد من تدخل عاجل من الجهات الرسمية وفي مقدمتها البلدية والمرور لإزالة المجسم أو تخفيض ارتفاعه حتى لا يحجب الرؤية، مع زيادة قاعدته وتحديد محيطه بحيث يجعل قائد السيارة الداخل إلى الميدان يخفض سرعته مجبرا حتى لا تقع حوادث مميتة». من جانبه، انتقد عبدالله الشهراني وضعية الميادين وتساءل على أي أساس أنشئت هذه الميادين؟ وقال: إذا كان الهدف منها جماليا فلتوضع في أماكن أخرى غير التقاء الطرق والشوارع واستبدالها بإشارات ضوئية، أما إذا كان الهدف هو ضبط حركة سير السيارات والعمل على انسيابيتها والتقليل من حوادث المرور فيها، فكان الأولى من البلدية أخذ رأي المرور فهي الجهة المسؤولة عن السير. وفي نفس السياق أكد ل «عكاظ» مدير المرور في المحافظة المقدم ظافر بن سعيد القرني، أنه من خلال الدراسات التي أجراها المختصون في المرور، تبين أن غالبية الميادين في بيشة غير متوافقة مع أنظمة السلامة المرورية، ولا تساهم في انسيابية حركة السير، وانتقد تصميم الميادين لغرض التجميل، وانعدام فائدتها للجانب المروري، مضيفا أنها لا تسمح باحتواء المركبات في داخلها بشكل دائري، ما جعل تلك الميادين مسرحا حافلا بكثرة الحوادث المرورية، مشددا على ضرورة تعديل وضع ارتفاعاتها حتى لا تعيق الرؤية عند قائدي السيارات، ووعد بإيجاد الحلول بالتعاون مع البلدية بما يجعلها ميادين للسلامة المرورية وتسهيل انسيابيتها، مطالبا في الوقت ذاته قائدي السيارات توخي الحذر عند الدخول إلى هذه الميادين والتقيد بأنظمة المرور، وعدم التهور بالدخول من الطرق والشوارع الفرعية بسرعة وإعطاء الحق لمن هو بداخل الميدان للمرور ثم مواصلة السير.