يلقي بحث شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي، مفتي مصر الدكتور علي جمعة. وكان من المقرر أن يلقي الدكتور طنطاوي، الذي توفي الأسبوع قبل الماضي في الرياض ودفن في المدينةالمنورة، بحثا حول «مخاطر الإرهاب وآثاره» في الجلسة الأولى للمؤتمر في اليوم التالي للافتتاح، والتي يرأسها رئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور صالح بن حميد، ويشارك فيها ببحث وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ بعنوان «الإرهاب جريمة العصر». يتكون بحث الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي (شيخ الأزهر الأسبق) من مقدمة، وتمهيد، وفصلين، وخاتمة. وأوضح في مقدمته أن كلمة الإرهاب أصبحت من الكلمات المشعرة بالخوف والفزع والتهديد، وأن معاجم اللغة العربية تؤيد ذلك، بعد قدم تعريفا لمفهوم الإرهاب لغة وإصطلاحا. وفي المحور الأول من البحث بين حكم الإرهاب، وأنه جريمة دينية وتشويه قبيح لأحكام شريعة الإسلام، واستدل على ذلك بآيات من القرآن الكريم، مبينا وجه الدلالة فيها، ثم انتقل إلى بيان وعيد الله عز وجل لمن قتل غيره ظلما وعدوانا، وذكر أن المنذري في الترغيب والترهيب عقد بابا بعنوان: الترهيب من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، ساق فيه 26 حديثا. وفي المحور الثاني: طالب بعقاب الإرهابيين بنفس عقوبة الحرابة الواردة في القرآن الكريم، مستثنيا من ذلك من تاب منهم قبل القدرة عليه، ولم يكن قد حمل السلاح على بني وطنه. وفي المحور الثالث: أوضح أن الإرهاب جريمة اقتصادية، لأنه هدم لمقومات الأمة في ركن من أركان حياتها المادية، وإهدار لما تتملكه من الأموال عن طريق العدوان عليها بالتخريب والتدمير. وانطلق في هذا التصور من الآيات الكريمة الآمرة بحفظ الأموال وتنميتها واستخدامها فيما يعود بالخير على الجميع، ومن تعاليم الإسلام التي تجعل المسلمين جميعا أمة واحدة متكافلة متراحمة تعتبر مصلحة كل فرد من أفرادها عين مصلحة الجماعة. وفي المحور الرابع: أشار إلى أن الإرهاب جريمة خلقية ومصيبة اجتماعية ونكسة علمية، وساق العديد من الأدلة على ما ذهب إليه من توصيف للإرهاب موضحا وجه الدلالة منها. وفي المحور الخامس: جاء بجملة من الآثار الاجتماعية والاقتصادية والأمنية للإرهاب، وخص منها: تيتم الأطفال الذين مات آباؤهم في العمليات الإرهابية بدون جرمة ارتكبوها، مولد الفتن والصراعات في المجتمع، اختلال القيم والمعايير الاجتماعية، ذهاب ريح الأمة وإصابتها بالوهن. وفي المحور السادس: نادى بالمعالجة الفكرية للإرهاب عن طريق النصح والتوجيه السليم للشباب بكافة وسائل الإعلام المتاحة في المجتمع فإن لم يجد النصح مع الفئات الضالة، مقرا بذلك توقيع العقوبات العادلة والرادعة ضد كل من يشرع السلاح أو يستخدمه في ترويع الآمنين وسفك دمائهم.