انتقل إلى رحمة الله صباح أمس الأربعاء بالرياض شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي عن 82 عامًا إثر أزمة قلبية مفاجئة داهمته أثناء وجوده بمطار الملك خالد الدولي بالرياض وهو يتهيّأ للعودة إلى القاهرة التي قدم منها يوم الثلاثاء الماضي مشاركًا في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام للفائزين بها هذا العام، وإثر الأزمة القلبية نقل الفقيد على الفور إلى المستشفى العسكري بالرياض، غير أن المنية كانت أعجل؛ حيث فاضت روحه إلى بارئها. بعد أن عانى من مرض القلب مرات عديدة، حيث سبق وتم تركيب دعامة بقلبه عام 2006، بجانب معاناته مع مرض السكر وتعرضه لأزمة صحية في نهاية عام 2008 بعد إصابته في إحدى ساقيه. وما إن نقل الناعي خبر رحيل شيخ الأزهر حتى أصدر الأزهر الشريف بيانًا نعى فيه الدكتور الطنطاوي، مشيرًا فيه إلى أن الأزهر الشريف فقد أحد علمائه الكبار، وشيخًا من شيوخه الذين حملوا راية الإسلام داعين إليه ومدافعين عنه. كما نقل محمد واصل وكيل الأزهر الشريف عن نجل الإمام الطنطاوي أن والده سيدفن في البقيع، ولن يتم نقل جثمانه إلى القاهرة. وهو ما حدث مع الراحل الشيخ محمد الغزالي الذي توفي في التوقيت نفسه في التاسع من مارس عام 1996 ودفن في البقيع أثناء حضوره حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية. وأوضح عبدالله النجار مستشار شيخ الازهر أن الطنطاوي كان في غاية الصحة واللياقة، ولم يظهر عليه أي أثر لعلة كما لم يشكُ من أي نوع والدليل على ذلك سفره، لكن الموت لا يحتاج الى سبب، مشيرًا إلى أنه علم بالخبر فور وصوله إلى باب مشيخة الأزهر، لحضور اجتماع لجنة البحوث الفقهية. ويُعد الدكتور محمد سيد طنطاوي واحدًا من علماء الأزهر الكبار ومن أغزرهم علمًا خصوصًا في علم التفسير. وله العديد من المؤلفات من بينها “التفسير الوسيط فى القرآن الكريم”، و” بنو إسرائيل في القرآن الكريم”، و”القصة فى القرآن الكريم”، وغيرها من المؤلفات الأخرى.