حصلت «عكاظ» أمس على معلومات تخص المطلوب الأمني إبراهيم صالح مجاهد الخليفة (29 عاما)، الذي أعلن تنظيم القاعدة في اليمن مقتله في بيان بثه على شبكة الإنترنت. بيد أن مصادر حكومية يمنية أوضحت أن الخليفة قتل في اشتباك أمني في محافظة حضرموت مع عناصر من تنظيم القاعدة في اليمن في عملية شهدت قتل ثلاثة ضباط وعدد من الجنود في الثالث من نوفمبر الماضي. وفي التفاصيل، فإن الخليفة الذي لم يدرج في قائمة المطلوبين أمنيا المعروفة بقائمة ال 85، توارى عن أنظار أسرته المقيمة في محافظة الرس منطقة القصيم بعد عيد الفطر الماضي مباشرة، ما دعا أسرته إلى إبلاغ الجهات الأمنية بعد ثلاثة أيام من اختفائه لإيمانها بواجبها الوطني. وكشفت التفاصيل في وقت لاحق، أن الخليفة تمكن من الدخول للأراضي اليمنية بصورة اعتيادية وبجواز سفره السعودي، وساعده في ذلك أنه لم يكن حينها مدرجا في قائمة المطلوبين التي أعلنتها وزارة الداخلية يوم الثاني من نوفمبر 2009م. وفي حين أكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي ل «عكاظ» أن «الجهات المعنية في المملكة بادرت بالاتصال مع نظيراتها اليمنية بهدف التحقق من صحة تلك المعلومات»، أوضحت أسرة الخليفة أنها تلقت اتصالا هاتفيا بعد مقتل ابنها بيومين من داخل اليمن، وأبلغهم النبأ صديق له يدعى وليد الجربوع وهو من نفس المحافظة. تمويل القاعدة وتحدث ل «عكاظ» قاضي محكمة الذيبية شمال غربي محافظة الرس والأخ غير الشقيق للقتيل الدكتور خليفة الخليفة عن جزء من حياة إبراهيم، مشيرا إلى أن أخاه، الذي رفض فكرة الزواج مستثنيا نفسه عن بقية إخوته، تخرج في كلية التربية في الرس وعمل بعد ذلك مدرسا في محافظة الدوادمي. وذكر خليفة أن إبراهيم وقبل خروجه لليمن بأيام باع قطعة أرض يملكها عبر أحد المكاتب العقارية في المحافظة دون علم أسرته ثم ذهب لليمن. ويعتقد خليفة جازما أن وليد الجربوع المقيم في مركز الشنانة في الرس نجح في إقناع أخيه بالانضمام لقاعدة الجهاد في اليمن، رغم أن الأول لم يكن متعلما وقد سجن لفترة ثم خرج بعد إعلان توبته، علما بأنه هو من أبلغ الأسرة بمقتل إبراهيم في اتصال من داخل اليمن. جامعي يبدي القاضي الخليفة دهشته من قدرة المطلوب الجربوع رغم محدودية تعليمه بالتأثير على أخيه الشاب الجامعي الذي درس في كلية التربية، وأصبح معلما في وقت لاحق، مؤكدا في الوقت نفسه استنكار الأسرة ورفضها لمنهج ابنها عملا وسلوكا، وانضمامه إلى تنظيم ضال قاد بعض الشبان إلى ما لا تحمد عقباه. ويوضح الخليفة: «ساحة الجهاد معروفة، والجهاد ليس بالقتل والترويع وسفك الدماء وتدمير المكتسبات والمقدرات»، متسائلا عن الراية التي يجاهدون تحتها إن كان في اليمن أوالعراق أو أي بلد آخر، «ما يقومون به من الأمور المنبوذة التي لا يرتضيها أي مسلم إلى جانب أنه خروج على ولاة الأمر»، وزاد «وهذا أمر خطير يجب أن يتجنبه شباب المسلمين». على صعيد متصل، كشف مصدر حكومي في محافظة الرس في اتصال هاتفي مع «عكاظ» أن قريبا للخليفة قتل في العراق قبل نحو عامين عند عبوره الحدود العراقية مع دولة أخرى، مؤكدا أن طالب الطب لم يتمكن من الانضمام لتنظيم القاعدة في العراق.