نبهت منظمات الأمراض الصدرية في مختلف أنحاء العالم، عبر اجتماعها الذي اختتم أنشطته أخيرا في مدينة كانكون المكسيكية، إلى ضرورة تكريس التوعية بالأمراض الصدرية التي باتت تنتشر بشكل لافت للنظر. وجاء تنبيه المنظمات في وقت تحصد فيه الأمراض الصدرية المزمنة 7 في المائة من مجموع الوفيات حول العالم. وأصدرت المنظمات بيانا عالميا تحت إعلان «2010: عام الرئة»، في إشارة مباشرة إلى تصدر أمراض الرئتين لائحة أكثر الأمراض العضوية انتشارا في العالم، والتي يمكن الوقاية منها وعلاجها بوسائل أفضل. ودعا الإعلان الدول إلى تبني إرشادات منظمة الصحة العالمية للسيطرة على التبغ، إضافة إلى زيادة الجهود التوعوية ودعم البحوث الطبية في مجال الوقاية واللقاحات، وتشخيص وعلاج الأمراض التنفسية، والتكتل من أجل الالتزام بتشريعات تحمي الهواء الذي يتنفسه البشر حول العالم من التلوث القاتل. أمراض تنفسية ويرى استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في جدة الدكتور أيمن بدر كريم «أن أهم أسباب الإعلان الدولي هو أن الملايين من الناس حول العالم يصارعون يوميا كثيرا من الأمراض التنفسية، مثل الدرن، والربو الشعبي، والالتهاب الرئوي، والانفلونزا، وأورام الرئة، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، إذ يموت بسببها أكثر من 10 ملايين شخص سنويا. فعلى سبيل المثال، يموت في كل عام مليونا شخص حول العالم بسبب الدرن الرئوي، على الرغم من توافر الأدوية الناجعة، وهو المرض الذي تبلغ نسبة الإصابة به في المملكة معدلا متوسطا (10 إلى 15 حالة في كل مائة ألف شخص)، وتعد مدينة جدة والمنطقة الجنوبية أكثر المناطق إصابة به، حسب إحصاءات وزارة الصحة». ويشير كريم إلى «أن الأمراض الصدرية المزمنة تحصد نسبة تصل إلى 7 في المائة من مجموع الوفيات عالميا، خاصة كبار العمر والأطفال والفقراء في الدول ذات الأحوال الاقتصادية والاجتماعية المنخفضة، وتتآزر بعض الأمراض الصدرية مع بعضها، مثل الدرن مع الإيدز، والربو مع الانفلونزا، والتهاب الشعب الهوائية مع سرطان الرئة، لتشكل ثنائيا يفوق خطرهما خطر الإصابة بكل واحد منهما على حدة، فضلا عن تنامي تكلفة علاجها إلى مليارات الدولارات». كريم يلفت إلى أن البيان الدولي أوضح أن «تلك المنظمات الطبية الدولية نبهت إلى ضعف الاهتمام بأمراض التنفس، واحتلالها مرتبة متأخرة في جدول أعمال الصحة العامة لكثير من الدول، وقصور قوانينها عن محاصرة بيع واستعمال التبغ، رغم تسببه في قتل أكثر من خمسة ملايين شخص سنويا. مرض الربو ويعتبر مرض الربو من الأمراض الصدرية المنتشرة في المملكة، ووصف استشاري طب الأسرة في إدارة الرعاية الصحية في جدة الدكتور خالد عبيد باواكد مرض الربو «بأنه من الأمراض المزمنة والمنتشرة بشكل لافت للنظر في المجتمع السعودي»، مبينا أن «معدل انتشار الربو يختلف من منطقة إلى أخرى بسبب اختلاف العوامل الجوية، إذ تزداد النسبة في المدن شديدة البرودة والمناطق الجافة كالطائف مثلا التي سجلت أعلى نسبة لها بمقدار 23 في المائة، فيما تنخفض هذه النسبة في المدن الرطبة الساحلية كالدمام وجدة مسجلة 4 في المائة، وهذا مخالف للنسبة العالمية التي تتراوح بين 5 و10 في المائة». ويلحظ باواكد أن أهم ظاهرة في الربو أنه مرض متقلب من وقت لآخر، فقد ينام المريض بحالة ممتازة ويستيقظ ولديه كل الأعراض أو العكس، لذلك فإن نمط تكرار الحالات يختلف من مريض لآخر حسب تكرار النوبات، ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنماط هي: النمط الأول: نوبات تأتي أحيانا لفترات قصيرة (ساعات أو أيام)، والنمط الثاني وهي أشد، وتأتي لفترات أطول (أيام أو أسابيع)، والنمط الثالث: وهي الأشد على الإطلاق وتكون النوبات مستمرة». باواكد يخلص للقول: «إن العلاج يتوقف على تشخيص الحالة، فحدة المرض ودرجته تختلف من مصاب لآخر، وبالتالي تختلف جرعات العلاج من مريض لآخر».