من المؤلم أن ينحدر الحوار بالبعض ممن تراسلوا معي عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل القصيرة، وصولا إلى مرحلة القذف التي وردت في إحدى الرسائل وأترفع عن نشرها بعد مقال الثلاثاء الماضي المنشور في 26 يناير 2010 بعنوان «بشرية رجال الهيئة لا تبرر تجاوزاتهم». إن ردودا من القراء تحمل طابع الكراهية أو التحقير نتيجة الاختلاف في وجهات النظر، قد تبدو مقبولة في حدود مساحة معينة من قبول الرأي الآخر رغم الفجاجة، وسأورد البعض منها، مع تسجيل موقف من الذين تحت غطاء الدفاع عن الهيئة ينالون من أعراض الناس، بما يحيلنا إلى فكرة أن من ينهي كاتبا عن الأمر بالمعروف ومناصحة رجال الحسبة في حال تعديهم على محارم بعض الناس هو يرتكب منكرا، ويتحول إلى مرتكب منكر مضاعف برفعه فئة من المجتمع إلى درجة القداسة، والحط من شأن من يختلف مع منهجهم، في حالة صارخة من احتكار شعيرة دينية كلنا مأمورون بالعمل بها وإحيائها. يقول أحد المرسلين: «الله يديم الهيئة ويعينها ورجالها على كل خبيث»، ومن مداخلة أخرى: «الهيئة وفقهم الله لما يحبه ويرضاه ولا يكرههم إلا كاره الدين أو كاره الفضيلة»، إن مواقف مثل قذف المحصنات وكلمات مثل: خبيث وكاره للدين وكاره للفضيلة، هي شخصنة علنية و«ردح» مجاني لا يضيف إلى رجال الهيئة ولا يقدح فيمن يبحث للعاملين فيها عن مزيد من الارتقاء بأساليبهم في التعامل الذي يلبي تطلعاتنا، وتطلع قيادات هيئة الأمر بالمعروف، وهي محاولة للنيل من شخص الكاتب بدلا من مقارعة الحجة بالحجة. سأدحض هذا الموقف بأدلة وردت في الموقع الإلكتروني «للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» تفيد بأنه لا احتكار لفئة بالمعروف ولا يسقط «التكليف» بالنهي عن المنكر عن أي مسلم، وأعيد إدراج تعريف المنكر والمعروف كمصطلحات، مع الاستشهاد بآيات تصنف من ينهي الناس عن الأمر بالمعروف «بالمنافق»، والآية الأخرى تؤكد على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب يشمل كل «المؤمنين». قال سبحانه وتعالى في صفة المنافقين: «يأمرون بالمنكر وينهون عنِ المعروف»، وقال سبحانه في صفة المؤمنين: «يأمرون بالمعروف وينهون عنِ المنكر». والمعروف: اسم جامع لكل ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح. والمنكر: اسم جامع لكل ما نهى الله عنه، ولا يجوز احتكاره من فئة من فئات المجتمع يخلع البعض عليها صفة القدسية وهالة من العصمة، تكبد من يعملون في الهيئة ما لا طاقة لهم به لأنهم «بشر» مثلنا، وصفة البشرية التي أكدها القرآن تمنحنا الحق في انتقادهم وتقييم أدائهم والمطالبة بالعدالة، وإنصاف الناس في حال ظلمهم كائنا من كان خصمهم. وللحديث بقية.. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة