في حي البوادي في جدة يقع منزل مهجور منذ زمن، إثر وفاة والد العائلة عندما اختلف الورثة فيما بينهم، وأصبح المنزل مهجورا يثير مخاوف السكان القاطنين بجانبه. هذا المنزل المهجور يكشف بجلاء عن أن بعضا من أحياء جدة خصوصا القديمة، تشهد وجود منازل وأحواش مهجورة تحولت بعضها مع مرور الأيام إلى أوكار لتفريخ مختلف الجرائم، ومأوى للمخالفين لأنظمة الإقامة والعمل في المملكة وضعاف النفوس والمشردين الذين استغلوها في أنشطة غير مشروعة، فيما تم تشكيل لجان رسمية للوقوف على المساكن المهجورة في جدة مكونة من عدة جهات لحصر وتحديد مواقع المباني المهجورة، ومازالت اللجان تعمل وفق آلية محددة. مخاوف بلا حدود مشاري حامد من سكان حي النزلة اليمانية جنوبجدة، يعلق على تكوين هذه اللجان قائلا: هذا ما نسمعه منذ فترة طويلة ونقرأه في الصحف من المسؤولين، مطالبا بتدخل الأجهزة المعنية للنظر في وضع هذه الأحواش والمنازل المنتشرة في العديد من الأحياء وتحديدا القديمة والعشوائية لإزلتها والاستفادة منها. وأضاف أن معظم هذه الأماكن نسيها أصحابها، وبعضا منها تدور حوله نزاعات بين الورثة ما أدى إلى تركها على هذا النحو، وربما بعضها لا يعرف لها ملاك، ويضيف مشاري بصراحة ينتابنا الخوف من حين لآخر خصوصا مساء من لجوء ضعاف النفوس إليها كونها مرتعا وبعيدا عن الأعين في ممارسة أعمال مخلة كتناول المخدرات والمخالفات أو الاختباء داخلها خصوصا من مخالفي أنظمة الإقامة، بل والخوف يصل لارتكاب الجرائم فيها. سوق العلوي محمد شحاته من سكان أحياء البلد وسط سوق العلوي في جدة، يؤكد أن غالبية المنازل في الحي معروف أصحابها وبعضهم من الأعيان، مشيرا إلى أن المنازل المهجورة نسيها أصحابها رغم توفر جميع الخدمات الأساسية فيها مثل الكهرباء والماء وغير ذلك. ويطالب شحاته الجهات المعنية بالتدخل في وضع هذه المباني والاستفادة منها استثماريا أو إعادة بنائها وتحويلها لمساكن خيرية. أحياء الجنوب أحمد سالمين من حي الظهرانجنوبجدة يقول «مشكلة المساكن المهجورة تؤرق الأهالي، فهي موجودة في العديد من الأحياء وبالأخص الجنوبية، وللأسف منها الكثير عبارة عن أحواش بها مخلفات وبضائع، ومنذ سنوات لم تفتح هذه الأحواش، ما يهدد بوقوع كارثة في حالة حدوث حريق، كما أن وجودها بمثابة وجه قبيح في الأحياء، ومصدر للتلوث بسبب وجود مخلفات داخلها، فضلا عن المخاوف جراء وجود متخلفين أو ضعاف نفوس واستغلال تلك المواقع في الاختباء بالنسبة للمجهولين أو يستخدمها البعض كمأوى لإرتكاب الجرائم أو تعاطي المخدرات. وأضاف سالمين لابد من وقفة جادة وعاجلة من الجهات ذات العلاقة في حصر المواقع المهجورة ومخاطبة أصحابها وإمهالهم فترة محدودة لإزالتها أو ترميمها حتى يستفاد منها من جانب وحتى تحافظ على المظهر العام. الأمن والجريمة المتحدث الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، أوضح أنه بالنسبة للمنازل والأحواش المهجورة والمتروكة، فهي ليست ظاهرة متفشية، ولكنها جزء بسيط جدا بالإمكان السيطرة عليه ولا تنذر بخوف أو وقوع خطر، مبينا أن الشرطة أخذت على عاتقها هذا الجانب، وذلك من خلال القيام بحملات متتابعة ومنظمة في كافة الأحياء العشوائية وغيرها. ويضيف الجعيد، أن هناك رقما موحدا وخاصا للشكاوى والبلاغات من قبل المواطنين الذين يشكون أو يرون مخالفات داخل وخارج الأحياء، كما أن دور المواطن كبير ومهم وركن أساسي في أمن البلد، ففي الأول والأخير هذا وطنه، لذلك لا بد من وجود الولاء والخوف والحرص على أمنه واستقراره، مشددا على الدور الكبير الذي يجب على الجهات الأخرى القيام به، خصوصا في متابعة وإزالة المنازل المهجورة والتي من الممكن أن تكون في المستقبل مأوى للمتخلفين من مجهولي الهوية. مسؤولية الدفاع المدني وأكد مصدر مسؤول في الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة، أن وجود بعض المباني المهجورة الآيلة للسقوط تمثل 10 في المائة من الأحياء العشوائية، والتي تمثل خطورة على المارة وعلى المباني المجاورة لها، وقد تم تشكيل لجنة من عدة جهات لتحديد جميع المباني المهجورة والتي تمثل خطورة، ومازالت اللجان تعمل في حصرها. مشيرا إلى أن الأمر يتطلب إزالتها لعدم جدواها، إضافة إلى أنها تعيق في بعض الأحيان عن أداء عمل الدفاع المدني، وخصوصا في المناطق العشوائية.